أفعال
25-11-2015

 

أُفكِّر
أُخطِّط
أرتِّبُ

 

أفكاري.. خطواتي.. نبضاتِ قلبي،
مقتنياتي الصّغيرة في الفيترينا،
أحذيتي الباليةَ والجديدة،
ملابسي في الخزانة الضيّقة،
شراشفي في سلّة الغسيل،
فناجينَ الشاي والقهوة وكؤوسَ المشروبات الرّوحيّة،
أصابعي في كلِّ يد،
رِئتَيَّ في صدري،
أضلاعي الهشّةَ في قفصها الصّغير،
عصافيري في تراب الجنيْنة المُتخيَّلة لبيتِ الأحلام،
عشّاقي في صندوقِ الموزاييك العتيق.
            ***
أجمعُ أشلائي شِلوًا شِلوًا،
أتأمّلها جيّدًا،

أنتقي أجملَها:
هذه للبرّاد،
وهذه لدفتر اليوميّات الثقيل،
وتلكَ سأطبخُها في فرنِ حارتنا ذاته
(ربّما عجنها الخبّازُ ونالَ حبيبي مع ربطةِ خبزه شيئًا منها يسدُّ رمقَه أو رمقي).
أمزِّقُ بضعَ وجوهٍ جميلة كنتُ قد حفظتُها في ذاكرتي.
أقصُّ بضعَ أجنحةٍ شاسعةٍ كنتُ قد زرعتُها في فضائي الشخصيّ.
أُرتِّب.. أُفكِّك.. أُحلِّل.. أضمّ.. أشمّ.. أقرأ.. أنظر.. أسكَر..
أبكيييييييييي.
             ***
أعيدُ ترتيبَ صوتي نبرةً نبرة.
أعيدُ ترتيبَ خُطوتي عثرةً عثرة.
أدهنُ أشيائي الكثيرةَ جدًّا بغراءٍ أصليّ،
ألصقُها على جسدي التالف.
أمشي في الشوارع والحاراتِ والحاناتِ والمولاتِ والأزقّة.
أعرضُ لوحتي الفنّيّة على العامّةِ مجّانًا.
أعرفُ أنّهم سيسحرونني بسخائهم، وسيقدّمون ضحكاتٍ بكعب عالٍ عالٍ وسأصبحُ ثريّة جدًّا...
كسلّة مهملات.

سوريا

 

علا ص. ن. حسامو

 شاعرة سوريّة وكاتبة أدب أطفال. مدرّبة وناشطة في التنمية والمسرح التفاعليّ وثقافة الطفل. عضو هيئة تحرير في مجلّة أسامة للأطفال. صدر لها: حيث لا أحد (شعر- 2013)، ريشة حلم زرقا (مجموعة شعريّة إلكترونيّة باللهجة المحكيّة ـ 2014)، الأخطبوط الرّاقص (قصّة للأطفال ـ 2013 )، رحلة الضّفدعة وذبابة الحظّ (رواية لليافعين – 2013)، حينَ غرقَ جدِّي (قصّة للأطفال ـ 2014).