أيّها البحر!
17-04-2016

 

أيّها البحر، ألم تذْكرْني؟!
أنا الذي تحدّيتُ آلهتَكَ
وحطّمتُ جبروتَك
بعد أن تحدّيتُ آلهة الأرض.

أنا الأسمر،
سليلُ بعل وعناه،*
جئتكَ من بلادِ الخبز والقمح والزيتون
لأعبرَكَ عبورَ المحارب،
فعجز بوسيدون عن ابتلاعي،
وعجز هيدز عن إلحاقي بعالمه المظلم.**

البارحةَ،
في الجهة المقابلة،
كنت أخافكَ أيّها المجنون.
واليومَ،
وبعد أن نجحتُ في ترويض آلهتك ـــــ
أنا الطليقَ
ابنَ الشوارع والطرقات
ابنَ الأرض
ابنَ الشعب ـــــ
أُسندُ رأسي على مرفقي
أتأمّلُ سكونك الذليل
وأشربُ نخب انتصاري.

أيّها البحر!
في نشوةِ انتصاري
أهديكَ آلامي
وأترككَ ورائي
مهزومًا
يا قاتلَ الأبرياء.

ألمانيا
 

* بعل: من الآلهة السوريّة القديمة في الميثولوجيا الأوغاريتيّة. عناة: إلهة الحب والحرب، وزوجة بعل.

** هيدز: إله العالم السفليّ، أو إله الموت، في الميثولوجيا اليونانيّة القديمة. بوسيدون: إله البحار والمحيطات.

مجد ابراهيم

شاعر وقاصّ سوريّ مقيم في ألمانيا. من مواليد 1991. حاصل على الإجازة الجامعيّة في التربية الموسيقيّة.