اعترافاتُ المتوسِّط
03-02-2016

 

أتأكَدُ أنّ جَمالَكِ باقٍ

 

يا بيروتُ،

وبُكاءكِ باقٍ،

وأنّ الذُّنوبَ تَهذي

وتنام فيكِ كالأطفال،

تَرِثُ حلاوةَ احمراركِ.

      **

براكينُكِ،

حينَ أستَرِقُ السَّمْعَ إليها،

أَدْلَهِمُّ

أَشيخُ

أجدُ أملًا مطمورًا فِيَّ

أَكتُبُ مِنهُ تائيَّة

أنتهي بحرفَين: موجةٌ وعائِم.

      **

أنا فقرةُ السعادة

خرقةُ المادّة

ضُمّيني إليكِ؛

فقد أعلنتُ عَجزي البدائيَّ

أمامَ التّجارة،

ورعونةِ الأُرجوان.

      **

اختفى الوقودُ والتّفاحُ

من شرايينِ المدن

لم يبقَ سوى قليلي

وفاتحةٍ مختصرة:

الأسماكُ دَسِمَة

وحَصيرُ الماء يكفينا.

      **

أجُرُّ إليكِ غُروبًا

بِلا هفوات

لتَستلقيَ هكذا يا بيروت

كعادتِك،

وتطلُبي أَنْ يُؤتَى

بحاضِرٍ مَريء.

      **

تَنسين أعضاءَ الأمسِ 

في ثلّاجةِ الموتى

وأحرُس نهارَنا

الذي أضحى نحيلًا.

مونريال

 

 

رلى الجردي

دَرَستْ علمَ الإنسان في الجامعة الأميركيّة في بيروت، وأنهت دراسة الدكتوراة في التاريخ الإسلاميّ والأدب العربي المعاصر في جامعة يال في أمريكا سنة ١٩٩٨. تعمل أستاذةً للتاريخ الإسلاميّ في جامعة ماكغيل في مونتريال منذ سنة ٢٠٠٤. لها ديوانان: غلاف القلب (٢٠١٣)، وكليلى أو كالمدن الخمس (٢٠١٥). حصلتْ على عدّة منح علميّة وجوائز، منها جائزة "رتبة شرف لأفضل أطروحة دكتوراه" و"التفوق المبكّر في الإنجاز الثقافيّ." صدرت لها رواية الكثافة (دار نلسن)، وروايتا في علبة الضّوء ومئة رعشة (دار الآداب).