الحراك المدنيّ في لبنان
04-02-2016

 

مع الإصدار السادس هذا، يكون قد مضى على الحراك المدني في لبنان أكثر من ستّة أشهر. وهو انتفاض من مجموعات شبابيّة ضدّ عجز الحكومة عن معالجة موضوع رفع النفايات والتخلّص منها بطرق صحّيّة وبيئيّة. وكان واضحًا للعيان أنّ هذا العجز مفتعل، لِما في موضوع النفايات من مكاسب ماليّة للمتنفّذين في الدولة.

وكان الحراك عنوانًا أساسيّا، في الشهرين الأوّلين، للحركتين الشعبيّة والسياسيّة؛ فشاركت أطياف متعدّدة من الناس في تظاهرات واعتصامات كبيرة، اعتبرت الأولى من نوعها في لبنان من خارج الاصطفافات السياسيّة ــ الطائفيّة. كما أنّ الحكومة المرتبكة أساسًا عجزت عن التعامل مع هذا الحراك المدنيّ إلّا بالخوف تارة، حيث سوّرت مقرّ الحكومة بجدران كثيفة من الأسوار والعوائق، وبالقسوة والقمع والعنف المفرط تارة أخرى.

اليوم، ما تزال النفايات في الشوارع، وتعمل الحكومة كالعصابات، حيث ترميها سرًّا في الوديان، ومجاري الأنهار، وتحت الجسور، أو تترك العنان لمن يرغب في حرقها. والحلّ الوحيد الذي تفتّقت عنه هو أن ترسل النفايات إلى خارج البلد، بكلفة باهظة تفوح منها روائح الصفقات. ولكن، حتّى هذا الحلّ السيّئ ما زالت تتخبّط فيه، ولا يبدو أنّه سيُنفّذ.

لكنّ الحراك المدنيّ همد، ويقتصر حاليّا على تحركات يقوم بها نشطاء في المجموعات والحملات الشبابيّة بأهداف وعناوين مختلفة.

هل فشل الحراك؟ هل انتهى؟ تعثّر؟ وما الأسباب؟

يحاول هذا الملفّ الإضاءة على مسيرة هذا الحراك، بغرض أساس هو أخذ العبر، والتحوّط للمستقبل الذي لا يَعِد إلّا بالمزيد من التعثّر الحكوميّ في أكثر من مجال.

في هذا الملفّ أربع مقالات، هي:

ماذا يفعل المجتمع... ماذا سيفعل؟  لحسّان الزين.

كان علينا... لماذا فشل الحراك؟ مساهمة نقديّة لناشطٍ فيه  لعطا الله السليم.

الحَراك في لبنان: الأزمات الداخليّة... والحاجة إلى الراديكاليّة  لجنى نخّال.

دروس الحراك المدنيّ اللبنانيّ: من أجل أيّ انتفاضةٍ مستقبليّة  لباسل صالح.

وندوة: الحَراك المدنيّ اللبنانيّ: النشأة، المسار، المصير ، شارك فيها الناشطون: أحمد الحلّاني، أسعد ذبيان، باسل عبد الله، عربي العنداري.

والآداب تشكر من شاركها صوره عن الحراك، وهم: فرح شقير، وعطا الله السليم (الغلاف)، ورمزي حيدر، وحملتا "بدنا نحاسب" و"طلعت ريحتكم."

يسري الأمير

كاتب من لبنان. ومدير سابق لموقع الآداب الإلكتروني.