الهجرة والبحر ودخان الوطن
21-08-2016

 

               1              

الصبيُّ النحّاتُ
غارقٌ
في نحتِ شيخوخته.

 

               2

أختاي الكبيرتان "لا" و"ليس"
أمسكتا بيدي، أنا الأعمى،
ومضينا لننثرَ الجزالاتِ في البحرِ... ونضحك!

 

               3

في تضاعيف الأصواتِ المخنوقة
القادمةِ من الحيّز الآخَر
تأتي محارقُ العصر.

 

               4

حين يبيع الأوغادُ على الهيكل،
لوِّحْ للأنثى بالغصنِ
لعلّها تقرأ فوق الجرح.

 

               5

اسودّتِ الدفاترُ ونحن نصِفُ بياضَها.
حرقْنا الأرضَ
ونحن نُنشِد أخضَرَها!

 

               6

رياح الخماسين
مع الأرغفة الساخنةِ
المنشورة على بوّابات الصباح،
علاجٌ ناجعٌ من ميليشيات القهر.

 

               7

البلادُ خرائطُ جُورٍ،
لولا أحاديثُ الرّعاعِ تُفرقِع حول سيقانِ
الإناثِ المعتّقاتِ كالدمع.

 

               8

الأمّ جوهرٌ،
الآخرُ هو الـ Welcome،
على مسّاحات الأقدام.

 

               9

أشتهي الأقحوانَ،
أغادرُ الأنثى البُورَ
إلى معجمي الناقص.

 

               10

...وماذا بشأن
كلّ تلك الحروب
التي أشعلها
التجريدُ؟!

 

               11

لم تكن أكثر غيابًا
كما أنت الآن ـــــ
إلهيَ ـــــ
في سكوتكَ
على محرقة اللغة.

 

               12

الكلمات الكبيرة
هي التي أُصيبت
بعدوى كثافة الوجود.

 

               13

قد لا نشيخ لدى ارتشافِ القهوةِ
مع خمسينيّةٍ تتسقّطُ المديح
مذ أضاعت أسنانَها
في طريقها إلى السوقِ
لشراء قضيّةٍ
تؤنسُ وسادةَ ليلٍ فاغِر.

 

               14

نساؤه متكوِّراتٌ على الرفوف
إلّا ذاتَ وجيبٍ
تمدّ يدَها النحيلةَ
لتدفعَ فاتورةَ الغدِ،
بطحينٍ، وابنٍ مقتول.

 

               15

لَعَمري،
السوريُّ أُسريَ به
من الوجع الأقصى
إلى القتلِ الحرام...
مشى فوق الدم.

سوريا

احمد م. أحمد

شاعر وكاتب ومترجم من سوريا. صدر له: جمجمة الوقت (قصص، 1993)، أحرق سفنه إلّا نعشًا (نصوص، 2013). من ترجماته: العالم لا ينتهي، لتشارلز سيميك؛ رجل في الظلام، لبول أوستر؛ مع بورخيس، لألبرتو مانغويل.