بِسَبقِ جدار
17-09-2016

 

              1

نكايةً بالقَصيدة،

قد أرسمُكَ غدًا

... دون ملامِح.

لن أغمسَ فُرشاتي

في أكثرَ من لونيْن

... وبعضِ البياضِ.

قد لا تعني اللوحةُ

بقايا العطر العالِق،

لكنّ ملامحَكَ ستهتمّ.

 

              2

لا تفارقِ الجدار.

اُتركْه يلتحِف صمتكَ

أكثرَ... وأكثر.

سينمو على صدركَ

العشبُ أصهبَ،

ويغمرُكَ الليلُ باردًا

دون دثار.

ستتفتّحُ بين أصابعِك

كلُّ العيون،

ويغفو الصبحُ

همسةً بين منكبَيك.

لا يكترثُ البحرُ

لرحيل السفن.

قصصُ عشقِه

دومًا دون سواحل.

 

              3

لن تفتقدكَ أشجارُها،

تلك الحديقةُ القريبة.

لن تغازلَ الأطيارُ

ظِلَّكَ الغائب.

لن تعبث الأوراقُ المتَهافتة

ببياض قميصِك

المقدودِ من قُبلٍ ومن دُبُر.

المقعد الوحيدُ مُحتَجَز.

ولهَفُ الشَّمْس

لا يُخْفي لَهِيبَه.

 

               4

الروايةُ لن تكتمل.

أحمرُ الشفاهِ أضاعَ

قُبله.

والقصيدةُ تُخاتلُ النسيان

ببعض صُوَرٍ،

وانزياحاتٍ ليست بليغة.

كاتمُ الصوت

وحيدًا يُجاهرُ

الألوانَ نكايةً

باللوحة دون ملامح.

المغرب

سعيدة تاقي

روائيّة وأستاذة وباحثة جامعيّة من المغرب. ـ صدر لها: إنِّي وضعْتُها أنثى (رواية - 2015) ـ  إيلافـ (هم) (رواية - 2014) - تحوّلات الرواية بين بنى التحديث وأنساق التراث (دراسة نقدية).