توهّج
17-02-2017

 

 

أغزلُ للفرحِ القادم

قميصًا ناعمًا كأفكاري

وهي تجرُّني إلى بيروت

بعد غربةٍ طويلة.

ربّما لم يعرفْ معنى الوحشة

سواي؛

وربّما لا أجيد محاكاةَ الصقيعِ

والسّفرِ

والاستماعِ إلى حكايا الجدّات

المتحملقات حول مزاجيّة الصّباحات؛

وما زلت أرفضُ عبوديّتي لليأس

كما يُغالي العابرون نحو السماء!

               ***

لي أن أموتَ في الضوء كطائرِ فينيق

هائمًا بذاته،

في غابةٍ مليئةٍ بالصّيادين.

كلُّ ما في الأمر

أنّ قلبي أصبحَ مشاعًا

لطقوسِكِ أكثر؛

كأن أفتحَ نوافذي كلَّ صباح

لصوتِ فيروز وهو ينادي:

"لبيروت..."

أن أغمزَ للغيمة

بوشاياتكِ البيضاءِ عنها.

في روحي الشريدة

ما يكفي لأن أكتبَ أكثر.

ورغمًا عن هشيم الذاكرة،

تتهادى لي دهشةُ وقوفي أمامكِ

بصمتٍ وارفٍ

كمن يرتقب خلاصَه الأخير.

السعوديّة

اروى المهنا

شاعرة وصحفيّة سعوديّة. صدر لها ديوان: عندما يكون الحزن لطيفًا (2015).