جدّتي
21-06-2017

 

تقول جدّتي إنّها وجدتني

بعد ليلةٍ قمراء؛

فتحتْ بابَ الفجر لدجاجاتها

في العراء

فكُنتُ هناك:

معلّقًا بين الليل والنهار،

أحملُ في جعبتي

خطيئتين.

مرّ الغجرُ بقريتنا

وحين رحلوا تركوني صغيرًا.

أمّي كانت راقصةً سمراء

يتموجُّ في شعرها الأسود

حقلُ صنوبرٍ برّيّ

ودنُّ عسل.

أمّي كانت راقصةً غجريّة

يتكسّرُ خصرُها العاجيُّ فوق عيونٍ حالمة

تحبُّ اللهَ... والنهرَ... والشجر

تُحبُّ الحرّيّةَ... والعربةَ... والعُشّاقَ الكُثُر .

تقول جدّتي إنّها تعرفُها حين يميلُ اللوزُ مع الريح؛ فتلكَ مساكِنُها

حينَ النحل يَضلُّ طريقَ خليّتهِ؛ فذاكَ عِطرُها

حين أنامُ

حينَ أفكّرُ بالدفء الأزليّ الأزرق

فتلك خطيئتُها.

جدّتي تكذبُ حين تخبرني الحكايا

تجعل اللصَّ راهبًا

وتُخْرجُ من العتمِ ضياءً... وأخيلةً... ومرايا.

تنفُخ في بوقِها السحريّ

ثلاثًا،

فيولدُ في الكوخ الحقير دفءٌ وحياة.

جدّتي التي لم أرَها

مازالت تراسِلُني من هناك

وتقول:

الدربُ الطويلُ قادم.

كندا

وليد السابق

 مهندس وكاتب وشاعر سوري مُقيم في مونتريال. أصل العالم هي روايته الأولى.