حِـواريّـات عـابـرة
31-07-2016

 

1) خـطـابـة الـرجـال

* خطابةُ أكثرِ الرجال (الرجال، لا النساء) لا تعجبني.

- ولِمَ؟!

* حين أسمعهم، أتذكّر تعريف الخطابة، فأجدني في مناطق الخيبة.

- أفصحْ، يا أخي! لا تُدخلني في مناطق الحَيْرة! 

* يا عزيزي، الخطابة فنّ الإقناع، لا فنّ ارتداء قناع، ولا هي فنّ استثارة الإعجاب. الإعجاب نتيجةٌ مرافقةٌ. وإنْ كان غرضُ الخطيب أن يحظى بإعجاب سامعيه، ففي مستطاعه أن يلجأ إلى فنونٍ أخرى لا تستدعي ذبذباتٍ صوتيّةً!

2) تـفـاؤل!

- أنت تقول دومًا إنّك متفائل في شعبنا رغم علله. ألا زلتَ متفائلًا وأنت تراه جاهلًا متجاهلًا متناسيًا نَسّاءً؟!

* الآن الآن بدأتْ تفاؤلاتي تتناقص.

- ولماذا الآن؟!

* أنتَ!

3) أخـطـاء!

- سمعتكَ تداعب زميلك قائلًا عنه: "أَثْـقَلُ من ظلّ أستاذ اللغة!" فأيّ لغة تقصد؟ لِمَ؟!

* تراه جالسًا في المحافل يُحصي للمتكلّمين بالفصحى أخطاءهم.

- وماذا في ذلك؟

* عيب! أهذه هي مَهَمّتُه المقدّسة: أن يقول لبني قومه إنّهم جهَلة، وإنّه مَعينُ المعرفة الذي لا ينضُب؟! أن يُشعرهم بالنقصان؟! هذا هو النقصانُ عينه.

4) جــرأة!

- الانتحار جرأة.

* الانتحار انتحال جرأة!

5) دِقّـة تـعـبـيـر!

- رأيتُ بالأمس مقالة لك منشورة في الصحفة.

* ما أدقَّ تعبيرَك!

- ...؟!

* ..."رأيتُ"!

6) غـشـاء وغـشـاوة

- ماذا تقول في جرائم على خلفيّة المسّ بشرف العائلة"؟

* أحد أبناء بلدتي الظرفاء وفّر لي تعليقًا جاهزًا حول أولئك الذين لا يستقون الشرف إلّا من العضو التناسليّ الأنثويّ! قال: عجبًا من شعبٍ يهمُّه غشاءُ البكارة، ولا يُولِي غشاءَ الدماغ شيئًا من اهتمامه!

7) من داخل البيوت المنسيّة

[أواخر كانون الأوّل]

* متى نشتري ملابس شتويّة؟

- في أواسط آذار، يا بُـنَـيّ.

[أواسط حزيران]

* متى نشتري ملابس صيفيّة؟

- في نهاية أيلول، يا بُـنَـيّتـي.

[مستهَلّ تمّوز]

* متى نسافر بالطائرة كالناس؟

- حين نعيش كَـ "الناس."

* ومتى ذلك؟

- حين لا يعود الهمُّ اليوميُّ يوميًّا.

 

عبلّين – الجليل

 

حنّا نور الحاجّ

مدرّس للّغة العربيّة في بلدته الفلسطينيّة الجليليّة "عبلّين"، منذ العام 1988. حائز شهادة الماجستير في اللغة العربيّة وآدابها من جامعة حيفا.