ذاكرة الآداب 16: تحيّة إلى محمود درويش
21-08-2016

 

سنة 1968 أصدرتْ دار الآداب ديوان عاشق من فلسطين لمحمود درويش؛ وكان قد نُشر في فلسطين المحتلّة سنة 1966، ووصلتْ نسخٌ قليلةٌ منه إلى الوطن العربيّ.

قدّم للديوان الكاتبُ المصريّ الراحل رجاء النقاش بنصٍّ نشرته الآداب في العدد الثاني من سنة 1968، تحت عنوان محمود درويش: عاشق من فلسطين. ومن المقدّمة نقرأ:

"ولعلّ من اكتمال صورة هذا الشاعر أن نقول: إنّه يتحرّك بروح دينيّة مقاتلة... ليست روحًا صليبيّةً تقوم على إشعال الخلاف بين الأديان وخلق المعارك بين أهل هذه الأديان، حيث تكون الأديان في العادة تغطيةً لمصالحَ أخرى عمليّة وماديّة كما حدث في الحروب الصليبيّة ضدّ العرب والمسلمين... ليست الروح الدينيّة عند محمود درويش روحًا صليبيّة متعصّبة لدين ضدّ دين آخر ، ولكنّ روحه الدينيّة هي روحٌ إنسانيّة شفّافة، ولذلك نجد في شعره محاولة لتفسير الدين تفسيرًا نضاليًّا..."

تحيّة إلى هذه الروح النضاليّة، تعيد "ذاكرة الآداب الورقيّة" نشر قصيدة درويش، الواردة في ديوان عاشق من فلسطين: "أغنية ساذجة عن الصليب الأحمر."

القصيدة بصوتين: الأوّل صوت الطفل اللاجئ في مخيّم الصليب الأحمر، مخاطبًا أباه، معاتبًا إيّاه على العجز:

"إنّني أسأل مليون سؤال

وبعينيك أرى صمت الحجر...

فأجبني يا أبي... أنت أبي؟

أم تراني صرتُ ابنًا للصليب الأحمر؟"

وتنتهي بصوتٍ آخر، هو صوت الأمل بهذا الطفل الذي يخاطبه، ويرى المستقبلَ يبزغ من بين يديه الغاضبتين، مستعملًا الروحَ الدينيّة المقاتلة:

حسن هذا، حسن

نحن أدرى بالشياطين التي

 تجعل من طفلٍ نبيّا

قلْ مع القائل: "لم أسألْكَ عبئًا هيّنًا

يا إلهي! أعطني ظهرًا قويّا!"

ي. أ.

***

لقراءة القصيدة كاملة هنا.