راقصةٌ شرقيةٌ على كتف نيسان
24-04-2017

 

 

النهر الذي
غازل "الجمّيزة" طوال الشتاء
هَجَرَها
ما إن تفتّحتْ "بربهانة".

              ***

في حديقة الأندلس اشتباكٌ صبيانيٌّ بين الأغصان:
المشمشُ يصفّي حسابًا مع الخوخ،
والكرزُ يفرُّ بأسراره.

              ***

قرب دوَار الأزهري حاجزٌ طيّار:
زهرُ الليمون  يصادر قلوبَ العابرين .

              ***

جوريّتي حبلى بتسعة عشر زرًّا؛
زرٌّ آخر بعدُ لنملأ دفترَ العائلة!

              ***

"أبوك الوردُ والبنفسجُ أمُّك
والفلّ خالُك والقرنفلُ عمّك"؛
سلالةٌ كهذه لن يطالبها أحدٌ بتحديد النسل.

              ***

أمشي بين الحقول،
آكلُ وأرمي بذور الإكدنيا في بساتين الآخرين،
يومًا ما سأطالبهم بحقّي:
الأرضُ لكم
وأشجار الإكدنيا لي.

              ***

عاد السنونو إلى الشقّة الملاصقة لبيتي؛
 دفع مالًا طائلًا لتجديد عقد الإيجار.
مرّة سألتُه:
لماذا لا تسكن بيتًا أرخص؟

غمزني وقال:
الجار قبل الدار!

              ***

غبارُ الطلع على زغب النحل
سفيرُ الشهوة بين الورود.

              ***

راقصةُ تانغو على سياج الحديقة،
راقصةُ باليه على شقائق النعمان،
راقصةٌ شرقيّةٌ تثني جناحيها وتغفو
على كتف نيسان.

               ***

تغيبُ
 فيما ربيعُ "فيفالدي"
يسيل من حضن الكمان؛
صوتي سليل هذا الكونشيرتو،
قلبي رسول ذاك الوتر،
ووجهكَ أوْلى بالموسيقى
مذ أعلنتْ عيناك
 أنّ "العبير" صحا!

 

اللاذقيّة

عبير سليمان

شاعرة سورية من اللاذقيّة. خرّيجة كليّة الهندسة المدنيّة. نشرتْ في عدد من المجلّات والصحف العربيّة والمواقع الإلكترونيّة. صدر لها ديوانا شعر: رسالة من بيدق ميّت (2014)، وونُفخ في الناي (2017).