رحيل "الولد الفلسطينيّ" أحمد دحبور
24-04-2017

 

 

 

ودّعَنا أحمد دحبور، الشاعرُ الفلسطينيّ الكبير، في الثامن من نيسان 2017. ترك فلسطينَ على غيرِ ما اشتهى وكتبَ ونَظَم، وهو الذي احتفى طوال حياته بـ"أرض البرتقال" حرّةً، وبالإنسان الفلسطينيّ عائدًا إلى تاريخه وأرضه ليستأنفَ ما قطعتْه دولةُ الاحتلال من عمره سنة 1948.

برحيل أحمد دحبور تكاد فلسطين تَفْرغ من آخر شعرائها الذين لوّنوا علمَها بكلماتهم... وبأغانيهم أيضًا؛ فبالإضافة إلى شعره المنشور في أكثر من تسعة دواوين، وفي العديد من المجلّات، كان الكثير من أغاني "فرقة العاشقين،" التي ساهم دحبور في تأسيسها سنة 1977، من كلماته: والله لازرعك بالدار يا عود اللوز الأخضر، جمّع الأسرى جمّع بمعسكر أنصار، واشهدْ يا عالم علينا وعبيروت عن حصار بيروت وصمودِ المقاومة الفلسطينيّة واللبنانيّة سنة 1982 في وجه "إسرائيل."

وكانت بين الراحل أحمد دحبور ومجلة الآداب قصّةٌ رواها بنفسه، سنة 1977، في شهادةٍ بعنوان "عن الآداب، بين الحلم والذاكرة." فقد"تجرّأ" على إرسال قصيدته الأولى إليها سنة 1962، حين كان في السادسة عشرة من عمره، بعد أن سبق أن رفضتْ قصيدةً لأستاذه في المدرسة؛ بل ردّت الآداب على ذلك الأستاذ ذاتَ يوم في زاويةِ "بريد القرّاء،" فجعلتْه "أضحوكةَ المدينة [حمص]."

وبالفعل، نشرت الآداب قصيدة دحبور الأولى في العدد العاشر من العام 1962، وكانت بعنوان "صليب الآب،" وهي قصيدة عموديّة تستعمل الرموزَ اليونانيّة (برسيوس...). ثمّ كرّت سبحةُ مساهماته في المجلّة، وكانت فلسطين جزءًا أساسًا من عناوينها: حكاية الولد الفلسطيني، وعرس على الطريقة الفلسطينيّة، وأصوات متداخلة لجريح من فتح، والولد الفلسطيني يعلن الكلمة العربيّة المحظورة،...

كانت فلسطين ضميرَ أحمد دحبور، وكان أملُه في العودة إليها حرّةً هو الهواءَ الذي يتنفّسه. ولا شكّ في أنّ فلسطين، في أيّامها الصعبة من التآمر على ذاكرتها وثقافتها الآن، قد خسرتْ صوتًا هدّارًا، مخلصًا لها، تاريخًا ومستقبلًا.

(يمكن الاطّلاعُ على المنشور من قصائد دحبور في الآداب حتّى سنة 1977 هنا).

ي.أ.