سؤال
20-05-2017

 

 

هي صرخةُ كلِّ ضعيفٍ،

وعصارةُ كلِّ غضَب.

هي كلُّ كفيفٍ تتآكلُ ــــ كالجمرِ ــــ عَصَاهُ...

ورمادُ الأرضِ،

وصوتُ الأنقاضِ

وحمّالةُ كلِّ حطَبْ.

               ***

هي نايُ الله،

وكفُّ الآهِ،

وتاجُ الشاهِ يُخاتِلُ أسوارَ مدينتِنا..

بحصان خشبْ.

               ***

هي كانت...

كالنجمةِ كانت...

تتلو في جنحِ الليل قصائدَها

من خلفِ سحُبْ.

               ***

هي سيفُ الدولة يَرْفلُ في شِعرِ المتنبّي،

وقدودٌ تسكنُ في صندوقِ عَجبْ.

               ***

هي رايةُ كلِّ حبيبٍ،

ووشايةُ كلِّ رقيبٍ،

وحلاوةُ كلِّ رُطَبْ.

               ***

هي لحنُ الرحلةِ؛

والرحّالةُ؛

والناقوسُ يشقّ صداه سرادقَ وجهتنا...

وخُطى راحلةٍ

يترنّم حاديها بقصيدةِ حبْ.

               ***

هي رأسُ النكبةِ

واستلقاءُ النكسَةِ فوق سريرِ المُلكِ

وظلُّ النصرِ الغائبِ بين رفوفِ كُتُبْ.

               ***

هي كفُّ النارِ

هي الجنّةُ والخمّارُ.

هي الوعدُ...

هي الأحرارُ

هي الراهب...

والكفّارُ بهذا الموتِ القادمِ من كلّ طريقٍ

يطرق أبوابَ مدينتنا

من خلف حجُبْ.

               ***

يا هذا الليلُ أجبْ...

مَن يقتلُ مَن؟

مَن يهزمُ مَن؟

مَن يَحملُ أسئلةَ المتنبّي؟

مَن يحملُ حيرةَ سيفِ الدولة؟

مَن حاصر مَن؟

وبأيّ سببْ؟

               ***

يا هذا الفجرُ أجبْ

مَن منّا في الدربِ قتيلٌ؟

مَن منّا في الحرب فتيلٌ وحزامُ حطَبْ؟

               ***

يا هذا الطللُ المهجورُ أجِبْ

مَن أرسلَ هذا الموتَ القادمَ من كلّ طريقٍ

يدفعُ أسوارَ مدينتنا...

يَطرق أبوابَ حَلبْ؟

تونس

 

شاهين السّافي

 شاعر وكاتب من تونس، من مواليد 1982 في صفاقس. صدرت له مجموعة شعريّة بعنوان حلم على وتر التردّد (2011)، وكتاب نقديّ بعنوان عمْ خميّس: شاعر الغلبة ومولى العركة المرّة (2017).