قصائد مهموسة*
17-09-2016

 

1

الحربُ بلا قناع،

وفي وضحِ النهار،

أمام عينيْكِ،

تَسرق طفلتَكِ

تَسرق الحلمَ مع وشاحٍ مليءٍ بقوسِ قزح

دمية بين ذراعَيْ راكبةِ الدراجةِ الهوائيّة،

قذيفة تعترض مسارَها،

تمسك برقبتها،

تسرق ضحكتَها،

تترك في الزهور ملابسَها

وبضعَ كيلوغراماتٍ من اللحم.

يا أمَّها

صرتِ حفرةً متحركةً تملأها الأحلامُ الميتة،

الترابُ حولك

لا يكاد يملأُكِ.

 

2

عندما لا تهدأ وأنت بجواري

أتظاهرُ بالنوم

اتبع عذرَكَ واذهبْ إليها

تحياتي لها

دع خطواتِك تذهب معها

لا تقلقْ عليَّ

لسنواتٍ عدة وأنا أبعث لنفسي برسائل الغرام

بجواري لا أحد يهدأ.

 

3

عندما تموتُ

سيكون اسمُكَ

ماءً

رياحًا

تربةً؛

وإذا ما متَّ من الحب،

نارًا.

 

4

أزرارُ الموت

خيَّطتُها أنا بقميصي

والموتُ بريء.

 

5

خذ السلامَ معك إلى البيت

قدِّم إليه فنجانَ شاي

هدِّئه

قل له: "لا تكن عنيدًا"

ليس بمقدورنا أن نحارب

كلَّ العالم.

 

6

أنا شفّافة بما فيه الكفاية

ليست ثمّةَ حاجةٌ

للتعرّي.

حتى لو غلّفتني بالأسمنتِ أيضًا

فسوف أرى.

 

7

من دون الطيور:

السماءُ فرقةُ إعدام،

والأشجارُ حبالى.

من دون الطير

الإنسانُ مع ثيابه

والشفة وحيدة.

 

8

أحبُّ أن أكون شاعرًا؛

فالشاعر

بقدر جميع شعوب الأرض

وحيد.

 

9

السجن

خَجْلانٌ من وجودك.

الجدرانُ الصخريّة

صارت نوافذَ.

 

10

جئتني، صار مجيئك بحرًا

ملأ جسمي بالأسماك

صوتُ الطائر المائيّ وكلِّ الأسماك

سُمعتْ من فمي،

قدمي صارت بيضاءَ من الأصداف البحريّة

حضورُك يسبح فيَّ.

أفتحُ عينيَّ

ألقى الحوتَ، خيلك، بنفسه على الشط.

 

11

بيادتُك**

آخرُ ما تبقى من الحرب

ليست بمقاس قدمك الصناعيّة

رغم أنّ أثرها

ما يزال هو أثرَ البيادة.

إيران

* شارك الكاتبةَ، في الترجمة من الفارسيّة، الأستاذ محمد محمد السنباطي، وهو كاتب مصري. درس الفلسفة ثم الترجمة وعمل في تدريس اللغة الفرنسية. من أعماله الروائية: خط النار ممتدّ، ضحكات الخريف، عشيقة عرابي، إسكندرية شرقًا وغربًا، أنهار الدم.

** نوع من الأحذية يستخدمه الجنودُ، ويمتاز بمتانته وقوة تحمّله.

 

ساناز داودزاده فر

شاعرة من ايران. صدر لها ديوان مترجم إلى العربية بعنوان: أمشي على حروف ميّتة.