هروب كالهندباء
17-02-2017

 

 

              -1-

في قبورِنا نحن أحياء،

وفي أسرّتنا موتى.

الحياةُ لا تتلاءم معنا،

والموتُ لا يتناسب مع حجمِ أيِّ إنسان.

"أكون أو لا أكون":

المسألةُ خطأ كبيرٌ.

 

              -2-

الموتُ بات جليًّا بين زهوره المنثورة

وأنا أحملُ طائرةً ورقيّةً في يدي.

كان الموت صغيرًا

بحجم ثقب الرصاصة التي استوطنتْ صدري.

 

              -3-

شفتاكَ غائبتان

ولا أحد يدركُ آلامي.

الكلُّ منشغلٌ بـ"داعش"

وحدودِ أوروبا.

ولم يدركوا أنّ السلام

هو القبْلة،

وحضنٌ بقي وحيدًا.

 

              -4-

أفكّرُ بكَ

فتلتئمُ جميعُ شقوقِ كياني.

وإذا فكّرتَ بي

تكون منيعًا؛

بلا كعبِ أخيل

وعيونِ اسفنديار.

 

              -5-

لدى كلٍّ منّا ورقةٌ

منشورةٌ على حبلِ الغسيل

بجانبِ الملابسِ المبلَّلة.

أَنشرُ ورَقتي بمشبكٍ على الحبلِ؛

فأُحسُّ أَنّ لديَّ شجرةً.

 

              -6-

وجودُكَ الناقصُ على قماشِ الرسمِ

صارَ وجهًا لا شِفاهَ لهُ،

وكان سوادُ عيوني يَبكي في يديّ.

كلُّ شَعري كانَ يهربُ منّي

مثلَ الهندباءِ في الريحِ،

وأنتَ لم تأتِ؛

هذهِ اللوحةُ بِيعَت بثمنٍ جيّدٍ جدًّا.

 

               -7-

أَجزاءٌ كبيرةٌ منّي

مثل سمكةٍ ذهبيّةٍ صغيرةٍ

مع كلماتٍ مُمطرةٍ وغيرِ مألوفةٍ.

إِناءُ الماءِ الضيِّقُ كابوسٌ مع ماءٍ عكرٍ

قدْ جعلَ حراشفي أُحفوريّةً،

وألمي محفورًا في جسدي

بالحروفِ المسماريّةِ؛

ستُشاهدونَ ألمي في المُتحفِ.

طهران

ساناز داودزاده فر

شاعرة من ايران. صدر لها ديوان مترجم إلى العربية بعنوان: أمشي على حروف ميّتة.