قصائد

(1) خلالَ أقلّ من ساعة، حذفتُ من كمبيوتري بالخطأ أجدَّ مخطوطاتي الشِّعريّة. حطّمتُ نظّارتيّ بعدما جلستُ عليها. استلمتُ إنذارًا بإخلاءِ شقّتي. كلُّ هذا والنّهارُ لا يزالُ في أوّله. (2) ضجيجٌ هائلٌ يصمُّ أُذنيّ ويُرافقني أنّى اتجهتُ من دونك، وكأنَّ...
  حين تمشي وسط الزحام تشعر أنّك منفيّ وحيد. الضوء الساطع يكشف أنيابَ البشر، فتدرك أنّ "إنجازاتِ" العلم كلَّها تطمع في بقائك حيًّا كي تستثمر فيك؛ وأنّ كل الدروب ــــ مهما غرّدتْ فيها الطيور ــــ تؤدّي إلى موتك. *** تتكالب الذنوبُ عليك، وجرحُكَ مفتوح...
    (إلى جوزف حرب)   (1) عَصَفَ الموجُ عصفَه في بحاري وضلوعي كأنّ قلبي خليجُ جسدي صخرةٌ ينامُ عليها حارساها وموجةٌ لا تموجُ وعلى جبهتي النوارسُ تهوي مُهرُها الريحُ والعيونُ السروجُ أنا تنهيدةُ الغريق على البحر المُسَجَّى ووجهُهُ ويداهُ مرسلات إلى...
  ورقةٌ على حافّة النسيان، رصاصةٌ داخل قبّعة تجّارُ السلاح ... حمامُ سلام وجرعةٌ زائدة من الأدرينالين. *** نُصاب مجدّدًا بعمى الألوان فقيه يستدعي مهرِّجي التاريخ يُكَرس خرافةً واحدة: "الأبد حِرفة الله." *** يقولون: "الرَمد فقدانُ الحاسّة هاجسَها...
  1 هناك. على الكورنيش مُحترفون، أدْمَنَتْ سطولُهم البلاستيكيّةُ رصيفَ البحر   وهواةٌ يرمونَ طُعْمَ الخُبزِ ويَعبرون للطرفِ الثاني من الانتظار   وأنا اعتادَ هواءُ البحر حساسيّةَ جيوبي الخاوية.   2 ثلاثتنا، نستعرضُ عضلاتِنا صباحًا   يعود أوّلُنا...
  لستُ بخيرٍ أبدًا! ألْضمُ نقطةَ المسافة بين الخطيئةِ والهاوية. أقضم الفراغَ الذي وصَلني بالاتّزان ـــ ـــ لا أبلعُه. يلتفُّ على حنجرتي، فَـأشدُّه بِصرامة؛ أسحبُه بِملقط فراغٍ. "مَسكرةٌ" من خواءٍ وشوكٍ تشدّه معي.   *** أكان عليها أن تعيشَ لِتموت؟...
  (1) هذه لم تعد حياتي؛ خيطانٌ كثيرةٌ أفلتتْ من يدي ما إنْ مددتُها إليك.   (2) هكذا نحن: قُساةٌ مع مَن يحبّوننا بصدق، وليّنونَ مع مَن يُضمرونَ لنا الشّر. قصائدُنا: فيها من الحكمةِ ما يجعلُ قارئها يُقهقهُ وهو يضربُ كفًّا بكفّ.   (3) لا أحدَ يقرأُ...
  يموت حبٌّ في سريري يعيش الحبّ. ينعس خدُّك على كتفي؛ أزرعه فمي. أحتسي عينيك نبيذًا في العتمة؛ قهوةً في الصباح. أقرأ عينيك صلاتي وننتهي. *** يموت حبٌّ في سريري يعيش الحبّ. يشقّ النهر جدولًا ما بين وسادتيْن. تُعَلَّق الدنيا جانبًا. يترفّع القلب عن...
  أستيقظُ باكرًا أفكّر أنّ ما ينتظرُني كثيرٌ: توزيعُ الهواء بين الكائنات وتنظيمُ مرورٍ آمنٍ للشمس في رحلتها الأزليّة. * الأعشابُ على الضفّتين مازالت تحت وقع المفاجأة: برزتْ برؤوسٍ صغيرةٍ تحت قشرة الجليد وراحت تمازح الطبيعة؛ تمتحنها علّها غيّرتْ...
  1) اللاأحد ليس أمرًا سيّئًا أن تكون مجرّدَ لاأحد. لوهلةٍ، يبدو العالمُ مكتظًّا بالنوابغ والاستثنائيّين، حتّى لتشعرَ أنّ عليكَ أن تدافعَ عن حقّ الـ"لاأحد" في الوجود. اللّاأحد كيانٌ حقيقيٌّ ومكتمل، له الحقُّ في أن يتشاركَ هذا الكوكبَ مع معشرِ...
  سأختار حواءَ دون المسافات في زمنٍ يُغلقُ الضوءَ خلفي سأَخرجُ من جنّةٍ ضيّعتْني وألقتْ عليّ الفراغ. سأدخلُ في شجرٍ لا يبالي  بصلصالِ روحي، ولا يتركُ الأرضَ تحتي جحيمًا. أنا بعدَ قلبي، وقبلَ الهزيعِ الأخيرِ من الروح، أُلقي يديَّ على الكون قبلَ...
  تنضوي الزهرةُ تحت إبطِ الريح، تقاوم نزعتَها إلى الهبوب والعرَقُ إبريقُ اللذّة. تمطُّ عنقَها كشريطةٍ حمراء في شَعرِ طفلةٍ تقف في طابورِ الصباح، وتردِّدُ النشيدَ الوطنيّ يقصمُها الطوفانُ، فيغرقُه الطّلع. *** جعفر في أرضٍ صلدة.. انسيابٌ ناعمٌ ضدّ...
  -1- مِنَ الغَيْمِ جاءت ومِنْ ظَمَأٍ في عُرُوقِ الشَّجَرْ مِنْ خُطًى عابراتٍ ومِنْ وَلَهٍ؛ هي سَيِّدةُ الذِّكرياتِ، وقَلْبي الذي يَتَرنَّحُ في الكَلِماتِ ويَرقُصُ كالطِّفْلِ تَحتَ المَطَرْ.   -2- مِنَ الغَيْمِ جاءتْ وأَلْقَتْ على كاهِلِ الوَقْتِ...
     (1) الوردةُ التي أهديتني إيّاها في الفالنتاين، آخرُ بتلةٍ من بتلاتها تقولُ إنّكَ لا تُحبّني.   (2) كلُّ ما أقولهُ يُؤخذُ على مَحملِ الجِدِّ، لا أحدَ يعلمُ أنّني لا أدقُّ على صدري كثيرًا إلا لأُرجعَ نصلَ سكّينك قليلًا إلى الخلف.   (3) قُبلتنا...
  يا عبدَ الله، أبهلولٌ أنتَ لتتركَ بصماتِكَ فوق جسدِ الأرضِ وتغيبَ في طيّاتِ اللغةِ ببـُطءٍ، ماحيًا صوتَك؛ حتى كنّا نقرأ اسمَكَ مكتوبًا على قارعةِ الشّعْرِ حينًا، وعلى قارعةِ الموتِ حينًا أخرى؟ * يا عبدَ الله، كان اسمُك جسرًا من جذوعِ النّخل شيّده...