ZT Charity - шаблон joomla Форекс

fb twitter insta

مفهوم "التطبيع الثقافي" لدى بعض "النخب" الثقافية الفلسطينية والعربية: عزيز مرقة

 

تجمع "اتحرّك" يتهم الفنان الأردني عزيز مرقة بالتطبيع.
-----
كتب الباحث الفلسطينيّ معزّ كراجة، في "قضيّة" عزيز مرقة ومفهوم "التطبيع الثقافي" لدى بعض "النخب" الثقافية الفلسطينية والعربية:

عزيز مرقة ليس مجرّد حالة، وليس ظاهرةً بالمعنى الكمّيّ، وانّما هو تعبير عن الحالة الراهنة للثقافة العربيّة والفلسطينيّة. مفهوم "الثقافة" اليوم مجرّد، مستقلّ، قائم بذاته، مفصول عن السياسة والسلطة والهيمنة. وكأنّ الثقافة رديف الحياد، أو كأنّ "الحياد" موقف عقلانيّ.

الفعل الثقافي الذي يتمتّع "بالشرعيّة والقبول" [بحسب هذا المنطق] هو الذي "يترفّع عن الصراعات"؛ فالناس بحسب هذا المنطق تتصارع نتيجةً لـ"قصورٍ" ما، وليس بفعل تناقضاتٍ ماديةٍ محدّدة. الثقافة مقبولة والايديولوجيا منبوذة، كما هي "الحرب" أيضًا منبوذة. واذا اقترنت الثقافةُ بالايديولوجيا تكون قد "تخلّت عن رفعتها وترفّعها". يجب على الثقافة أن "تشتغل " بالناس وواقعهم من أجل "تخليصهم من قصورهم الحضاريّ". 

عندما يقول مرقة إنّ "الموسيقى بيتي"، فهو تمامًا يعبّر عن مفهوم الثقافة هذا، المستقلّ الرفيع المترفّع عن الصراعات والحروب. كأنّه يقول: لكم حروبكم، ولي فني. فالفن هنا، كجزء من الثقافة، ليس من أدواره خوضُ الحروب إلى جانب الشعوب...

الموقف من الصراعات والحروب، وفقًا لهذا المفهوم المترفّع للثقافة، هو موقف "أخلاقيّ"، وليس موقفًا وطنيًا تقتضيه ضرورةُ التاريخ. وهذا هو مفهومُ "السلام" اليوم أيضًا؛ فالسلام هو أيضًا [وفقًا لهذا المفهوم] قيمة إنسانيّة أخلاقيّة مجرّدة مطلوبة ومقبولة، حتى لو كان "سلامًا" بين السكّين والرقبة. نحن إزاء حالة ثقافة عربيّة تقوم على تجريد المفاهيم وتحنيطها والاحتفاء بها في معزلٍ عن الواقع والممارسة.

لذلك فإنّ إشكاليّة "التطبيع الثقافيّ مع الاحتلال" أعقدُ وأبعدُ من كونها مجرّدَ "تطبيع"، إذ هي تتعلّق بمعنى "الآخر" ومعنى "الثقافة" ومعنى "الحرب" و"السلام" و"الصراع" و"العدوّ". المثقف والفنان العربي الذي يقيم هذه العلاقة لديه مفاهيمُه الخاصة التي تشكّلتْ وأعيدت هندستُها في العقدين الأخيريْن، ولا يكترث إنْ كان هنالك من يشاركه إيّاها. فهو مترفّع عن "العوامّ" ومفاهيمهم. ولذلك، فإنّ هذا الفنان او المثقف مقتنع تمامًا بأنه، بتواصله مع الاحتلال، لا يطبّع، وانّما يقوم "بدور فني إنساني" لتجاوز الحروب.
هذا عطبٌ في المفاهيم، وفي قلبها مفهومُ "الثقافة" السائد.

Popular post

Joomla Templates and Joomla Extensions by JoomVision.Com

تواصل مع الحملة

للتواصل معنا

عنوان: بيروت - لبنان

عبر الهاتف: T: +961 1 858355 | M: +961 3 434643

عبر الايميل: info@boycottcampaign.com

 

fb twitter insta