أنشأ د. سهيل إدريس دار الآداب سنة ١٩٥٦ بعد أن شعر بأنَّ مجلة الآداب البيروتيّة، التي صدر عددُها الأوّل سنة ١٩٥٣، لا تستطيع أن تستوعب طموحاته في نشر الفكر القوميّ العربيّ وتطوُّراته وأنّه بحاجة إلى إصدار مؤلّفات مطوّلة وموثّقة تتناول مختلف ألوان الإنتاج الجادّ في ميدان الدراسات والترجمات والروايات والدواوين الشعريّة والمسرحيّات؛ كلّ ذلك بتوجّه تنويريّ، الغايةُ منه الإسهامُ في خلق نهضة ثقافيّة كبيرة تكون مواصلةً لما قدّمه العربُ في القرون السابقة. وقد عملنا منذ نشأة الدار على تنفيذ هذا المخطط الثقافيّ. وكان كثير من المثقفين العرب يلجأون إلى دار الآداب لينشروا نتاجهم الذي لم يكونوا يستطيعون دائمًا أن ينشروه في بلادهم، وذلك بفضل ما تتمتع به بيروت من جوّ حريّات وابتعادٍ عن الرقابات الصارمة التي تفرضها كثير من السلطات. وقد اشتهرت الدار بنشر روائع الرواية العربيّة المعاصرة والرواية المترجمة، وفسحت المجالَ واسعًا أمام المذاهب الفكريّة المتعدِّدة والمتناقضة أحيانًا بحيث تتيح للقارئ المثقّف أن يتّخذ خياراته عن وعي وتعمّق.