يتذكرُ الحطّابُ في تشرينَ مهنَتهُ القديمةَ
يوقظُ الفأسَ العجوزَ،
ويصعدانِ التلَ.../
يعرفُ ــــ مثلَ صيّادٍ خبيرٍ بالطرائدِ ــــ كيفَ يختارُ الفريسةَ؛
سروةً..
أو ربَّما أخرى سواها من سلالاتِ العواقرِ.
***
يرمقُ الحطّابُ عن بُعدٍ فريستهُ.. ويدنو؛
- سروةُ السفحِ العجوزُ تظِلُّ تلميذًا
يهجّئُ أوّلَ الكلماتِ.
(يرمقهُ على عجلٍ.. ويمضي)
- ثَمَّ أعشاشٌ على الصفصافِ.
(يرمقها.. ويمضي)
فتًى يخلِّدُ ذكرياتِ الحبِّ/
يحفرها على الجذعِ العجوزِ.
(كَمَنْ تذكَّرَ فجأةً حبًّا مضى..
يمضي...)
***
إلى جذعٍ عجوزٍ يسندُ الحطّابُ، من عبءِ المسافةِ، ظهرَهُ والفأسَ/
يرمقُ غصنَ زيتونٍ فتيًّا
لا يجيدُ شحوبهُ أبدًا..
كما لا يرتدي تشرينَ مثلَ بقيّةِ الأسلافِ..
يحيا هازئًا بالوقتِ؛
أخضرَ مثلَ روحٍ لا تشيخُ، ولا تحنُّ إلى الترابِ.
***
يحدّقُ الحطّابُ في الزيتونِ/
يذكرُ جدَّهُ الكرديَّ يسقي سروةَ السفحِ العجوزَ
كمنْ يدلّلُ آخرَ الأبناءِ.
***
يذكرُ فجأةً أطفالَهُ الحطّابُ والسقفَ القديمَ
فيحملُ الفأسَ العجوزَ،
ويهبطانِ التلَّ/
يهمسُ:
فلنَعُدْ كي نصلحَ السقفَ القديمَ
فثَمَّ عاصفةٌ تهبُّ
وثَمَّ فاكهةٌ تخبّئها العواقرُ غيرَ فاكهةِ الشتاءْ.
سورية