الحطّاب
04-11-2015

 

يتذكرُ الحطّابُ في تشرينَ مهنَتهُ القديمةَ

 

يوقظُ الفأسَ العجوزَ،

ويصعدانِ التلَ.../

يعرفُ ــــ مثلَ صيّادٍ خبيرٍ بالطرائدِ ــــ كيفَ يختارُ الفريسةَ؛

سروةً..

أو ربَّما أخرى سواها من سلالاتِ العواقرِ.

***

يرمقُ الحطّابُ عن بُعدٍ فريستهُ.. ويدنو؛

  • سروةُ السفحِ العجوزُ تظِلُّ تلميذًا

يهجّئُ أوّلَ الكلماتِ.

(يرمقهُ على عجلٍ.. ويمضي)

 

  • ثَمَّ أعشاشٌ على الصفصافِ.

(يرمقها.. ويمضي) 

 

  • في ظلالِ الزنزلختِ؛

فتًى يخلِّدُ ذكرياتِ الحبِّ/

يحفرها على الجذعِ العجوزِ.

(كَمَنْ تذكَّرَ فجأةً حبًّا مضى..

يمضي...)

***

 

إلى جذعٍ عجوزٍ يسندُ الحطّابُ، من عبءِ المسافةِ، ظهرَهُ والفأسَ/

يرمقُ غصنَ زيتونٍ فتيًّا

لا يجيدُ شحوبهُ أبدًا..

كما لا يرتدي تشرينَ مثلَ بقيّةِ الأسلافِ..

يحيا هازئًا بالوقتِ؛

أخضرَ مثلَ روحٍ لا تشيخُ، ولا تحنُّ إلى الترابِ.

***

يحدّقُ الحطّابُ في الزيتونِ/

يذكرُ جدَّهُ الكرديَّ يسقي سروةَ السفحِ العجوزَ

كمنْ يدلّلُ آخرَ الأبناءِ.

***

يذكرُ فجأةً أطفالَهُ الحطّابُ والسقفَ القديمَ 

فيحملُ الفأسَ العجوزَ،

ويهبطانِ التلَّ/

يهمسُ:

فلنَعُدْ كي نصلحَ السقفَ القديمَ

فثَمَّ عاصفةٌ تهبُّ

وثَمَّ فاكهةٌ تخبّئها العواقرُ غيرَ فاكهةِ الشتاءْ.

سورية

حسن ابراهيم الحسن

شاعر سوري مقيم في حلب.
صدر له  المبشرون بالحزن، 2008- وها أنت وحدي.