(1)
"المشْهدُ الأقربْ:
عينانِ مُغْلقتانِ
خوْفًا من صُراخِ النورْ.
وفمٌ طريفْ.
شفتاهُ تنهمِكانِ في خَدْشِ الخريفِ
بِلا حياءْ.
ذَقنٌ كَسِيحْ.
أُذُنانِ تَصْطَلِيانِ بالصمتِ العنيفْ.
أنفٌ تَزَلّجَتِ البُثورُ على دعامتِهِ الدقيقةِ،
فالتَوى،
وانْشَقَّ مِن فَرطِ الإثارةِ.
وَجْنَتانِ مِنَ الصقيعِ،
وشاربانِ مِن السرابِ،
وحاجِبانِ مِن الكوارتزِ،
وجبهةٌ صفراءُ لمْ تَخْبرْ بذاءاتِ المعارِكْ."
***
أنا أوّلُ مَن بدأ
وآخرُ مَن سينتهي.
***
لا أُضرمُ النارَ في أكوامِ المراحلِ التالية..
ولا أريد أن يأتيَني الموتُ
وأنا مغمضُ العينين.
أريدُ أن أتفحّصَ ملامحَه المشتّتة جيّدًا
وأحفظَها جيّدًا
وأموت.
***
أقفُ الآن،
وجهًا لوجه،
أمام وجهِك؛
وجهِك الذي كُتِبَ عليه بالبنط العريض:
لا تُصدّقْ ليڤيناس!
***
(2)
"المَشهدُ الأغربْ:
لَونٌ لَقيطٌ أنكرَتْهُ جميعُ أقواسِ المَطَرْ..
هذا خَطَرْ!
فجميعُ مَنْ في البيْتِ
ما زالوا يُحِبّونَ العمى.
ولرُبّما
سَخِروا مِن الروحِ اليتيمةِ
عِنْدَما تَخْتالُ، كالطاووسِ،
يأسًا في البياضْ."
***
عليك أن تكونَ لطيفًا مع الجميع:
السود والبيض والصفر والحمر
والخضر والزرق والبنفسجيين والبرتقاليين والليمونيين
وعديمي الصبغة كذلك.
إذ يمكنك ــــ من خلال جُــلودِهِم الشفّافة ــــ
أن ترى خيـبــتَـكَ بوضوح.
ولكنْ
ليس في وسعي أن أكون لطيفًا
إلّا مع سُكّانِ بلادي الأصليّين،
وعشّاقِ كرة القدم الأصليّين،
والأرواح الطيّبةِ.. اللذيذةِ.. المقرمشةِ
كرقائقِ برينجلز الأصلي.
***
(3)
"المشْهدُ الأصعبْ:
القائدُ الأعلى لقوّاتِ المساءِ الحُرِّ
يَدعو السوْسَناتِ
المُحْصَناتِ.. الغافياتِ..
إلى اجْتماعٍ عاجلٍ
في غرفةِ النومِ الأنيقةِ
كالشَّفَقْ.
والناطقُ الرّسْمِيُّ بِاسمِ البرلمانِ السَوْسَنيِّ
يُؤكّد استنكارَهُ
لمحاولاتِ النَّيلِ مِنْ شرفِ النَّدى..
ويُهِيبُ بجُموعِ السّحابِ
التَريّثَ والهُدوءْ..
والالْتزامَ
بوقفِ إطلاقِ الرذاذ.."
***
كلّما سمعتُ كلمة "حُريّة"
تَحَسستُ قضيبي..
قالها
واستدار عائدًا إلى المرحاض
ليستأنفَ مفاوضاتِهِ المفضّلَة..
السودان