رجلٌ يشبه حبيبتي الأولى
يقطع الطريقَ الغريب
الطريق ممتلئٌ بأوراق الخريفِ
الاوراق لا صفراءُ ولا خضراء
والرجل لا ثديين له.
***
على المقعدِ الهزّاز نتشاركُ قهوتنا،
انا ودونكيشوت وسانشو،
التلفاز مليءٌ بالقذورات
والكثيرِ من الجنسِ والعنف
لكنَّ صديقيّ لا يغضّان طرفهما عن مروحة السقف.
***
لا غرابَ يطير إلى مقعدك المكسور؛
فالشتاء لم يأتِ بعد،
والحب لم ينته كثيرًا.
ستمرّ من هنا حبيبتي الثالثة مع حبيبها الثاني
سيمسك يدها،
ثم سيقبلها،
وسيصعد معها إلى الطابق العلويّ
سينام معها بالتأكيد
وستصرخ هي كثيرًا
ليسمع الجميع.
لكنّ الحبّ لم ينتهِ،
والغرابَ لم يطر بعدُ إلى مقعدك المكسور.
***
ما أقوى أن تكون وحيدًا
تتدلّى من يديك خراطيمُ الكيمياء
لكنك لا تريد أن تكتب قصيدة
أو أن تصوّر فيلمًا
أو حتى أن تبكي.
ما أقوى أن تكون وحيدًا
لا وطن لديك
لا صديقة تحمل منديلًا لتبكي
لا صديق يخرج للتدخين
لا أم تبكي بجانبك
لا أخ يحكم تلفاز المشفى
لا أحد؛
فكلهم وحيدون مثلك
ما أقوى أن تكون وحيدًا!
***
تنزع سروالك في غرفة العمليّات للممرّضة السمراء
ليمرّ الحلم البنيّ بنيًّا فاقعًا:
لا هو موت ولا هو قبر.
يحملك المصعد بين الأحشاء الاسمنتيّة
أهذا هو شكل الله؟
أمْ هي نظّارات طبيبي؟
ما هذا الخرطوم الأزرق؟
أين سروالي؟
أين ذهبتِ أيّتها الممرضة السمراء؟
أين ذهبتم؟
ما أقوى أن تكون وحيدَا!
يطير العصفور إلى شبّاكك المثلّج
عتباتُ الغرفة عالية جدًّا
لا شعرك يسقط
لا تستفرغُ في الكيس المخصص للهزيمة
ولا الدواء ينتهي بسرعة.
مازلت وحيدًا
ما أقوى أن تكون وحيدًا!
أوكرانيا