(1)
كلّنا كنّا أصحابَ حِرْفة:
منّا الخزّافُ،
والحلّاق،
ومنّا بائعُ العوّامةِ والمُشبَّك.
كلّنا كنّا قد كسرْنا أرجلَنا
لأجل لُقمة ِعيشِنا،
إلى أنْ مسّنا الشِّعرُ
ومَررتِ من أمامنا
بالجينز المُشقْشَق،
فتركْنا دكاكينَنا مفتوحةً وتبِعْناكِ
مُتّكئينَ على شغفِنا،
وقد عقدْنا العزمَ
على ألّا نعودَ إليها
قبلَ أن نرتقَ بالكلمات
كلَّ ثقوبِ بنطالِك.
(2)
لم أُصبحْ شاعرًا عظيمًا
هكذا مِن لا شيء؛
أجملُ وأرقُّ امرأةٍ في العالَم
تقفُ ورائي،
طعناتُها في ظهري تَشْهدُ بذلك.
(3)
وجودُكِ المُضطربُ في قصائدي،
أثارَ حفيظةَ طيورٍ مُهاجرة؛
حتّى إنّها راحتْ تُفكّرُ جدّيًّا
بإخراجِها من مَسارها.
(4)
ناشدتُ حُبَّكِ ما فيه الكفايةُ
أن يتركَني وشأني!
كثرةُ الأيادي فيه
أفسدتْهُ وجنّنتْني.
إلّا أنّهُ - وبعدَ هذا كلِّهِ -
أكملَ عليّ
وتركني وصوتَكِ.
(5)
ما إنْ توقّفتُ عن الرّكضِ وراءكِ،
حتّى ظهرَ لي كِرْش
ولم أعد أجدُ حتّى في البالةِ
قُمصانًا على مقاسي.
(6)
مَن يمشي على حبلِ الكذب،
لا يقعُ أبدًا
في الحُبّ.
سوريا