يكتب غسّان كنفاني في روايته غير المكتملة، الأعمى والأطرش، كما في كتاباته الأخرى، عن القهر الذي يرافق العجزَ عن الفعل. ولكنّه في هذه الرواية يكتب أيضًا ضدّ عبادة الأصنام -- وهذه تأخذ أشكالًا مختلفة، ولكنّها توجد دائمًا في حالات العجز والجمود.
في الرواية لا يرفض كنفاني حالةَ اللجوء والاقتلاع وحدها، بل يرفض أيضًا حالةَ التبعيّة التي ارتبطتْ بها حياةُ الفلسطينيّ المقتلَعِ من أرضه، بما تتضمّنه هذه الحالةُ من مصادرة قدرته على أن يخوضَ معركتَه بنفسه، وأن يحملَ ثقلَ حياته على كتفيْه، بينما يتحوّل إلى أسيرٍ ينتظر معجزاتٍ قد يأتي بها "أولياءُ"... هم مجرّدُ أوهام.
والوليُّ هنا يأخذ أشكالًا عدّةً: فهو كلُّ ما يَعِدُ الفلسطينيَّ بمعجزةٍ لا تتحقّق، بل تشلّ قدرتَه على الفعل. ولذلك لا يَقْدر على مواجهة الأولياء إلّا مَن تعلّم السياسةَ في الأسْر، مثل الفدائيّ أبي حمدان.
الرواية احتجاجٌ على اختزال حياة الفلسطينيّ في حاجاتها الأساسيّة. الأعمى يبيع الخبزَ، "الشيءَ الوحيدَ الذي يمكن أن يُرى بالأصابع، تمامًا مثلما يُرى بالعين."[1] أمّا الأطرش فيمقت الجوعَ لأنّه يعرفه جيّدًا؛ كان يمقت أنّ الإشارات الوحيدةَ التي يمكن أن يقرأها على شفاه الناس تتعلّق بأنواع الطعام المقدَّمِ إليهم، طوال عشرين سنةً، بعد أن خسروا أرضَهم وأصبحوا لاجئين جائعين. كان، على طرشه، يسمع ذلَّ استجداء الطعام. وقد وُضِع في موضعه قصدًا؛ "فلم يكن من الممكن لأيّ رجلٍ آخر أن يحتملَ ذلك الطوفانَ من الغضب الكسيح عشرين سنةً متواصلة، يومًا وراء يوم، ويدًا ممدودةً وراء يدٍ ممدودة. لقد كنتُ البوّابةَ الحديديّةَ لقصْر المحسنين، على أقدامها يتكسّر صوتُ الغضب. وأمامي كان ملايينُ اللاجئين يعومون داخل حوضٍ زجاجيٍّ كالأسماك الصغيرة العاجزة، دون صوت."[2]
أن يعيش الإنسانُ حياةَ اللاجئ يعني أن يصبح موضوعًا لرغبة الآخرين، ولأفعال الآخرين، الذين يَنتفعون من اقتلاعه ووجوده. الرواية تصف نظامًا كاملًا يعتاش من اللاجئين ولجوئهم: من مديري المؤسّسات الإنسانيّة وموظّفيها، إلى الممثّلين السياسيّين، و"الثورجيّين" الذين يكسبون المالَ باسم الثورة والوطن. ويصبح الفلسطينيّون، في اقتلاعهم وعجزِهم وذلِّهم، وسيلةً تمكّن هؤلاء جميعَهم من تحقيق أهدافهم. هذا النظام نظامٌ هرميٌّ حديث، يقوم على فكرة "الفائدة المقارنة" كما يقول الاقتصادُ السياسيُّ الرأسماليّ: الكلّ بمقدوره أن ينتفع إذا عرف كيف ينتفع، ولكنْ أيضًا إذا قنِع بالهرميّة: "اللاجئون مثل شارع طويل، طولُه عشرون سنة. ولكنْ هل تعرفون مَن الذي يمشي فوق هذا الطريق؟... تمشي سيّاراتٌ وباصات. كادِلاك وفولسفاكن. بسكليتات وكنادر ومداحل. صنادل وحوافر. جنازيرُ دبّاباتٍ وكلاب. خصوصًا يمشي على هذا الشارع الأولياءُ الصالحون. عبد العاطي مثلًا."[3]
أمّا الفلسطينيّ المقتلَع، قاعدةُ هذا النظام وموضوعُه، فإنّه ينتظر معجزةَ والٍ وهميّ تُخْرجه من عماه أو صممه. الأعمى في الرواية، مدفوعًا بعجزه وبأملٍ مكسور، يذهب إلى قبر الوالي، راجيًا استردادَ بصره. لكنّ الأملَ المكسور يتحوّل إلى طريقٍ للذلّ والمهانة. الأعمى كان يبحث عن معجزة، ليست، بحسب قوله، "أكثرَ من الجنين الغريب الذي ينمو في رحم اليأس، ثم يولد على غير توقّعٍ من أحدٍ، ليُضْحي جزءًا من الأشياء، تبدو ثمّة ناقصةً دونه."[4] توقُ الأعمى إلى الخروج من الظلام لم يكن نابعًا من إيمانٍ عميقٍ بقدرة الوالي على إخراجه منه، بقدر ما كان تعبيرًا عن رغبةٍ يائسةٍ يأمل أن يحقّقَها وليٌّ وهميّ. و"الحقيقة" الوحيدة التي يمكن أن يراها كانت عدميّةَ الأشياء. ومن ثمّ فإنّ نتيجةَ سعيه إلى الوالي ستكون ارتدادَه إلى الظلام مرّةً أخرى.
الأعمى والأطرش سعيا إلى تغيير مصيرهما من خلال الوالي، أي إنّهما أسلما وسيطًا (أو قوّةً خارجيّةً) مسؤوليّةَ حياتهما. لتغيير مصيرهما، ركعا في الطين، واستجديا الشفقة (كانا "يبكيان من خلف جدران العمى والصمم"). الضعف والعجز والذلّ كانت وسيلتَهما الوحيدة، وبالتالي النهايةَ الوحيدة التي يمكن أن يصلا إليها، شأنَ المبصرين العاجزين أنفسهم، لولا أنّ الأطرش حمل الأعمى على كتفه، فمكّنه من أن يُدرِكَ باللمس ما لم يكن ممكنًا إدراكُه بالبصر: أنّ الوليّ ليس إلّا نبتةَ فطر!
العمى والصمم منحا الأعمى والأطرشَ موقعًا هامشيًّا أتاح لهما أن يُسائلا إمكانيّةَ تحقّق المعجزة التي تقوم على السلبيّة، حتى وهما يطلبانها. في الكثير من الأحيان يؤدّي تشوُّهُ الحواسّ إلى تخريب أنظمة المعرفة القائمة: فعندما لا تعمل حاسّةٌ معيّنةٌ بالطريقة العاديّة (أيْ وفقًا لنظامٍ معرفيٍّ مفروض)، فقد تَخْلق فجواتٍ يمكن أن تُدرَكَ الأشياءُ من خلالها بطرقٍ مغايرة. أحيانًا يحتاج المرءُ إلى العمى كي تكون لديه بصيرة؛ وهذا ما حدث في حالة أعمى كنفاني. فقد أدرك أنّ الوالي ليس أكثرَ من نبتة فطر -- وهو إدراكٌ (كما يقول) يصعب أن يراه المبصِرون، ومن بينهم مَن هجَّروا الفلسطينيَّ من أرضه وحوّلوه إلى لاجئ، ولكنّه متاحٌ للعُمي الذين يبصرون في الظلام "حقيقةً تتوهّج بضوءٍ لا قِبَلَ لأحدٍ على احتماله."[5]
الأعمى والأطرش يتوجّهان إلى الوالي بتحدٍّ يعبِّر عن عدم إيمانهما بقدراته، بينما يستدعيان الإيمانَ بقوّة الحياة:
"أسألُكَ يا ملكَ الصمت (والظلام) أن ترمي صولجانَكَ على وجهي، وتمنحَني حصّتي من هذا العالم. أسألُكَ أن تكفَّ عن منحي للعالم أمثولةً على سطوة الغيب التي لا تفسَّر. أو خذني إليك يا عبد العاطي، علِّقْني معك على ذلك الجذع العالي، لنسخر معًا من ذلّ هذا العالم المنكفئ على نفسه، العاجزِ المكبَّلِ المبصوقِ على وجهه. أخاطبُكَ وحدي وجهًا لوجه، من أعماق هذه البريّة المتوحّشة المهجورة، وأتحدّاكَ أن تجترحَ معجزتَك، أن تقولَ لي بأنّ كومَ الطين القديم يستطيع أن يكون أكثرَ جدوى من الحياة النابضة داخل صدري، وفي عروق كفّيَّ المشرعتيْن أمام وجهك."[6]
برؤية الوالي على أنّه وهم، تمكّن الأعمى من قبول عماه. وبقبول عماه، شعر بالحريّة التي شعر بها مَن يدركون الحقيقة،[7] متحرّرين من أسْر الإنكار والهروب. وهذا الإدراك مكّنه من رفض الوالي كدرع، وزورقٍ ووعد.[8] صار بمقدور الأعمى أن يحمل عبءَ حياته على كتفيْه مهما كان ثقيلًا، بدلًا من أن يستجدي الخلاصَ ممّا لا يمكنه أن يخلّصه.
الأعمى سعى إلى أن يخلّص نفسَه من الصنم المقدّس الذي يمكن أن يرمي العاجزُ عجزَه عليه. تدميرُ قبر الوالي لن يكون له أيُّ أثرٍ يُذكر. ولكنّ إعطاءَ الأطرش الأعمى اسمَ الوالي، عبد العاطي، شريكِه في الفقر والبؤس والاقتلاع، وإنسانٍ من لحمٍ ودمٍ مثله، هو استردادٌ لقدر الإنسان وقدرتِه على الفعل.
كنفاني في روايته لم يكن يسير على خطى التنوير الأوروبيّ، حيث يتمّ إحلالُ الإنسان محلَّ الآلهة. فاستردادُ القدر تعني مواجهتَه، لا محاولةَ السيطرة عليه، لأنّ هذه المحاولة هي التي أدّت إلى أن يسلّم الإنسانُ أمرَه إلى أولياءَ وسلطاتٍ تقيّد قدرتَه على الفعل.
ومع ذلك، فإنّ الأطرش لم يتمكّن تمامًا من تخليص نفسه من سلطة الوالي، إذ كان لا يزال أسيرَ انتظار معجزةٍ حتى عند اكتشافه أنّ الوالي محضُ وهم. وعندما تخلّى عن الأمل بأنّ اختفاءَ الوالي سيحقّق المعجزةَ التي لم يحقّقْها وجودُه، صار يحلم بثورة الجماهير الغاضبة، مثبتًا نظرَه على الباب المغلق: "وخُيّل إليّ أنّ البابَ الكبير للمخزن سيتحطّم تحت قبضة الجموع في لحظةٍ واحدة، وأنّ اللاجئين سيتقدّمون صفًّا وراء صفّ مثلَ سيلٍ لا يكفّ عن الهدير، وأنّ أصواتَهم الغاضبة ستُحطِّم - فيما ستحطِّمه - بوّاباتِ الصمتِ المغلقةَ في أذني." الأطرش كان يحلم بانهيار "باب الصمم، بابِ الموت، بابِ القدر الذي لا يهزم."[9]
في لحظة معيّنة فقد الأطرشُ القدرةَ على تمييز الخطّ الفاصل بين الحقيقة والحلم: "ورأيتُ بعين الحقيقة ما رأيتُه ليلةَ أمس مئةَ مرةٍ بعين الحلم. إنّهم يَجمعون إرادتَهم في أكتافهم وراء هذا الباب، يكوِّرون قبضاتِهم، فتصبح مثلَ الصخور المحيطة بصفد، ويستعدّون هذه اللحظة. هذه اللحظة. الآن... الآن.. الآن.."[10] لكنّ الأطرش يدرك أنّه يخلط بين الحلم والحقيقة، أنّه مازال في انتظار المعجزة، وذلك عندما ينتبه إلى أنّه أصبح يرى البابَ المغلق والصامت وكأنّه "شاهدةُ ضريح."
النصر الذي تحقّق بموت الوالي لم يكن سوى نصرٍ صغيرٍ ذاب وفقد بريقَه. فهذا الموت لم يغيّر شيئًا، وبقي الزمنُ جامدًا في مكانه، ولا حلّ أمام العجز والجمود سوى الكراهية، التي تمكِّن البؤساءَ من أن يُحْيوا الوالي ليعيدوا قتلَه من جديد، حتى يَصِلوا إلى لحظة القدرة على الارتقاء فوقه.[11]
كنفاني هنا يدرك تمامًا مصيدةَ التاريخ الذي يعيد نفسَه، والثورات التي تنتهي بأنظمةٍ أكثرَ قهرًا من التي دمّرتْها، بدءًا من الثورة الفرنسيّة في القرن الثامن عشر، وانتهاءً بثورة مصر في القرن الحادي والعشرين، مصادِرةً معها إيمانَ الناس بقدرتهم على الثورة مرّةً أخرى، أو على التخلّص من الأولياء الذين يعودون دائمًا من الخلف. لكنّه يرى أنّ في مقدورنا ألّا نعود إلى الوراء، في حركةٍ دائريّة، بل أن نرتقي إلى الأمام، حتى ونحن نلتفّ إلى الوراء من خلال القتال: وحده الفدائيّ أبو حمدان يدرك أنّه لا يكفي قتلُ والٍ واحد، وأنّ على المرء أن يحترسَ من الأولياء الآخرين الذي يتسلّلون من وراء ظهره.
التخلّص من الأولياء، بكلّ أشكالهم، يعني اقتلاعَهم من جذورهم. بمقدور المرء دائمًا أن يخلقَ واليًا ثم يقتلَه، ليشعرَ بحرّيّةٍ لحظيّة. ولكنّ بمقدوره أيضًا أن يحمل عبءَ مصيره ويعيشَ من دون أدنى حاجةٍ إلى أولياءَ لا يكونون في الحقيقة سوى نبتةِ فطر.
المعجزة الفعليّة التي حقّقها الوالي كانت إدراكَ الأعمى والأطرش ارتباطَ ماضيهما وحاضرهما ومستقبلهما، وشراكتَهما في البؤس، وفي الرغبة في الخروج منه. إنّه ارتباطُ القادر على النظر إلى الحقيقة في وجهها، بدلًا من الهروب منها. الرواية تربط بين البحث عن المعجزة وبين الولادة، وهي ولادةٌ لا يمكن أن تتمّ إلّا بالفعل المقاتل. فقط بالفعل المقاتل يمكن تحدّي أيّ كينونةٍ سلطويّةٍ تثبِّت العجزَ وقلّةَ الحيلة. وإذا كان الوالي، بحضوره وموته معًا، قد فشل في تحريك الزمن بالنسبة إلى الفلسطينيّ اللاجئ، فإنّ الفعل المقاوم (خوض المعركة) هو المَخرجُ من الجمود.[12]
لكنّ الفعل المقاتل لا يقتصر على حمل السلاح، أو التكلّم باسم الثورة والوطن. فأن يكون الإنسانُ فدائيًّا، فتلك حالةٌ أخلاقيّةٌ في المقام الأول. في الرواية صراعٌ أخلاقيٌّ بين الأطرش ومصطفى، وهو صراعٌ مقياسُه الممارسةُ وكيفيّةُ الفعل. فالفدائيّ هو الإنسان الذي يجازف بنفسه لأجل قضيّة، وبدلًا من أن يؤدّبَه السجنُ يعلِّمه السياسةَ. أمّا مصطفى المغتصِب والمبتزّ، فيلتحق بالمقاتلين من أجل السلطة، التي قد تتضمّنها المشاركةُ في القتال؛ وهو من ثمّ ليس أكثرَ من انتهازيّ. مصطفى يعرض نفسَه كمقاتل، ويستعرض مسدّسَه، ويحمل شعارًا معدنيًّا على صدره ، ويضع على جدار مكتبه خارطةً داميةً لفلسطين، ويحاضر عن الوطنيّة والتضحية من أجل الوطن. ومع ذلك فهو ليس مقاتلًا بل "قوّاص،" من جماعة "الطق طق،" يُصْدر ضجيجًا ولكنّه فارغ، بلا مضمون.[13]
إذا كان مصطفى هو مأسسةَ الثورة في عالم اللجوء والاقتلاع، فإنّ هذه المأسسة تفقد أرضيّتَها في المعركة. فالقتال يعلِّم الحرّيّة على حدّ تعبير نيتشه،[14] وهذه تعني بالأساس "أنّ الإنسان قادرٌ على تحمل مسؤوليّة بنفسه... أن لا يعبأ بالصعوبات والمعاناة والحرمان، ولا بالحياة نفسها."[15] مصطفى لا يمكنه أن يكون مقاتلَ حرّيّة لأنّ أنانيّتَه لا تسمح له بأن يضحّي بنفسه من أجل قضيّةٍ يدّعي تمثيلَها. الحرّ إنسانٌ مقاتل، والمقاتل رجلٌ نبيل، يُعرف "بالمجازفة الجريئة، سواء في وجه الخطر أو العدوّ، أو في تلقائيّته المتحمّسة في الغضب، والحبّ، والتوقير، والامتنان، والثأر."[16]
مصطفى الانتهازيّ هو مصادرةُ حلم الأطرش بالثورة. الأطرش يدرك جيّدًا أنّه أقوى من مصطفى، ويدرك أيضًا أنّ قوّتَه مشروطةٌ بكونه في الوعر وبين الشتل،[17] في حياةٍ يكون الإنسانُ فيها حاملًا لحياته، لا متلقّيًا أو مسلِّمًا للإعاشة؛[18] بينما تفقد هذه الحياةُ قوّتَها في عالم من العلاقات الاجتماعية المجرّدة والرموز الفارغة، عالمِ مصطفى.
لكنّ رواية كنفاني لم تكتملْ، وكذلك التاريخ. ويبقى على المقتلَعين البائسين أن يدركوا أنّ الوالي مجرّدُ نبتة فطر، وأنّ قوّتَهم لا تكمن في قتله فحسب، بل تكمن أيضًا في الخروج نهائيًّا من عالم الرموز المجرّدة، أي اقتلاع كلّ الأولياء من "شروشهم."
فلسطين
[1]غسان كنفاني، "الأعمى والأطرش،" الآثار الكاملة، المجلّد الأول (الروايات)، ط4، (بيروت: مؤسّسة الأبحاث العربيّة ومؤسّسة غسان كنفاني الثقافيّة، 1994)، ص 477.
[3] المصدر السابق، 514-515.
[6] المصدر السابق، 485-486.
[14] Friedrich Nietzsche, “The Twilight of Idols,” in The Portable Nietzsche, Trans. Walter Kaufmann (New York: Viking Press, 1968), 541
[16] Nietzsche, On the Genealogy of Morals,Trans. Walter Kaufmann (New York: Vintage Books, 1989), 39
[17] كنفاني، مصدر سابق، 560.
[18] كنفاني، مصدر سابق، 521.