أربع قصائد
17-09-2016

غناء

أنا صديقُ الحياةِ

المتمرّدُ على الموت.

 

كلّما حاول أن ينتزعَني من حضنكِ

أركلُه بغنائي.

 

تساقطْ يا هذا الثلج...

تساقط ْ بغزارة ٍ يا هذا الثلجْ

تساقطْ...

قد تجعلُ ثوبَ عبوديّتنا أقلَّ سوادًا.

 

محطّات

كما تنفرط حبّاتُ الفاكهةِ عن شجرتها

تنفرط أيّامي.

 

تعلّموا أخطائي

تنجوا.

 

لا تتركْ خمرتَكَ معتقلةً في الكأسْ

تناولْها.

 

لا تتركْ مَن تطرق بابَكَ تنتظرُ مبتردةً

هيِّئ أحضانَكَ لتدفئتها.

 

إنْ لم تفعل هذا،

ستعضّ أصابعَ ندمِكَ مثلي.

 

شبكة

في هذا النهرِ الناشف

سأنشرُ شبكتي.

 

قد لا اصطادُ سوى الريحْ.

 

سأواصلُ عملي...

من صغري كنتُ أحبُّ عملي هذا.

 

قد أصطادُ حطبةً...

أجعلُ منها نارًا لتدفّئ مَن لا أثوابَ لهمْ.

 

قد أصطادُ سمكةً  تشبعُ ـــــ وكسمكةِ سيّدنا عيسى ـــــ

حشدًا ممّن لا يجدونَ الخبزْ.

 

قد أصطاد مسمارًا حتّى ولو كان صدئًا

لأثبّتَ فيه الأبوابَ المخلّعةَ لبيتِ الحرّيّة.

 

قد تمسكُ شبكتي مزمارًا...

أعذبَ غناءً من مزمارِ إلهِ المرعى.

 

سأواصلُ عملي في شبكتي

لأنّي لا أحسنُ عملًا غيرَه.

 

حتّى لو عدتُ بشبكةٍ خاليةٍ لن أخسر شيئًا؛

لقد حاولتُ الصيدَ

وهذا ما يُحسبُ لي.

 

أيّام

كخيولِ المضمار المسرعةِ تعدو أيّامي

ما يشغلُني عنها...

تعدادُ بطاقاتي الخاسرة.

 

أيّها الليلُ الباردُ

ترفّقْ بالغصنْ.

 

الصبيّةُ التي تجني لبقرتها العشب

ما عادت تحضر إلى حقلي؛

تمتّع بمنادمةِ وحدتكَ ياهذا العمرْ.

 

ما أفتقدهُ...

سلامُكَ يا ذاك الكوخْ.

 

وحدي من شكل أيّامكِ.

 

لأنْ لا أحد يتجوّل في قلبي كما تجوّلتِ أنتِ

لذا...

ومتى يتوقّف تجوالك فيهِ

أُحكم إغلاقَ نوافذهِ.

مونتريال

 

 

عيسى حسن الياسري

شاعر عراقيّ من مواليد العام 1942. اشتغل في التعليم والصحافة. يعيش في مونتريال. من دواوينه: العبور إلى مدن الفرح (1973)، فصول في رحلة طائر الجنوب (1976)، المرأة مملكتي (1982)، شتاء المراعي (1992)، صمت الأكواخ (1996).