1
ثوبُها الأسودُ الذي تدلّى مزنّرًا بخطوطِ يديكَ
في رقصتِكَ الأخيرة،
والأرضُ التي انطوت لتدسّ خطاكَ في رحمِها
يستديران على لونِ جسدِك.
يدُهُ التي ألقمتَكَ الرصاصةَ
تزفر على ذعرها.
سترَتُكَ التي نفضوا دمَكَ عنها
مصلوبةٌ على حبل الغسيل
أمام الباب.
خوذتُكَ لم تخنْكَ:
كانت القصيدةَ.
وكانت الياقاتُ
تخطّ التاريخَ الملفّق.
انظرْ!
إنّه الخريفُ
مقصورةُ الأرض المسافرة
في خشخشة العالم اليابس
(الوجهُ المقلوبُ للفلسفة).
ننجذب إلى الحبّ،
فنسقطُ إلى الأعلى.
وحدك كنت تنبض عبر صليلِ المدينة،
تَعْبرها،
وترتقُ حقولَها المشروخة.
على الجدران
ملامحُكَ خبّأتك.
كنتَ الوصيّةَ،
وكانوا الصليبَ المحطّم.
***
يتكوّر الأطفالُ
على أحلامِهم في أغنية،
ويستوطنون صناديقَ البريد
ليُبْحروا بدموع الفارّين.
ناموا في عُلب التبغ المهرَّبِ على الأرصفة،
ومزّقوا ملامحَ وحدتهم
بسكاكينِ البلاد.
خبّأوا حقائبَهم في السماء
وتعلَّموا كيف يصير السِّحرُ موازيًا للموت.
تضيء كفوفُهم الباردة،
فتختفي أرواحُهم في الرصاص.
أهدوا البلادَ قلوبَهم المبحوحة،
فلوّحتْ لهم بكعك العيد.
دمشق