هي صرخةُ كلِّ ضعيفٍ،
وعصارةُ كلِّ غضَب.
هي كلُّ كفيفٍ تتآكلُ ــــ كالجمرِ ــــ عَصَاهُ...
ورمادُ الأرضِ،
وصوتُ الأنقاضِ
وحمّالةُ كلِّ حطَبْ.
***
هي نايُ الله،
وكفُّ الآهِ،
وتاجُ الشاهِ يُخاتِلُ أسوارَ مدينتِنا..
بحصان خشبْ.
***
هي كانت...
كالنجمةِ كانت...
تتلو في جنحِ الليل قصائدَها
من خلفِ سحُبْ.
***
هي سيفُ الدولة يَرْفلُ في شِعرِ المتنبّي،
وقدودٌ تسكنُ في صندوقِ عَجبْ.
***
هي رايةُ كلِّ حبيبٍ،
ووشايةُ كلِّ رقيبٍ،
وحلاوةُ كلِّ رُطَبْ.
***
هي لحنُ الرحلةِ؛
والرحّالةُ؛
والناقوسُ يشقّ صداه سرادقَ وجهتنا...
وخُطى راحلةٍ
يترنّم حاديها بقصيدةِ حبْ.
***
هي رأسُ النكبةِ
واستلقاءُ النكسَةِ فوق سريرِ المُلكِ
وظلُّ النصرِ الغائبِ بين رفوفِ كُتُبْ.
***
هي كفُّ النارِ
هي الجنّةُ والخمّارُ.
هي الوعدُ...
هي الأحرارُ
هي الراهب...
والكفّارُ بهذا الموتِ القادمِ من كلّ طريقٍ
يطرق أبوابَ مدينتنا
من خلف حجُبْ.
***
يا هذا الليلُ أجبْ...
مَن يقتلُ مَن؟
مَن يهزمُ مَن؟
مَن يَحملُ أسئلةَ المتنبّي؟
مَن يحملُ حيرةَ سيفِ الدولة؟
مَن حاصر مَن؟
وبأيّ سببْ؟
***
يا هذا الفجرُ أجبْ
مَن منّا في الدربِ قتيلٌ؟
مَن منّا في الحرب فتيلٌ وحزامُ حطَبْ؟
***
يا هذا الطللُ المهجورُ أجِبْ
مَن أرسلَ هذا الموتَ القادمَ من كلّ طريقٍ
يدفعُ أسوارَ مدينتنا...
يَطرق أبوابَ حَلبْ؟
تونس