1 - العبثُ بالصندوق الأسود
بلدتي،
يا مدينتَنا الثائرهْ،
حلّقي فوق صندوقِنا الأسودِ!
استُبيحتْ حدائقُنا وارتدى ليلُنا ثوبَهُ.
الغرابُ ينوحُ بلا أملٍ فوق حرائقِنا الغائرهْ.
صُعقتْ جثتي؛ دُفنَتْ دون غسلٍ من دمي.
الترابُ هنا يشتكي حين تنزفُ أجسادُنا،
حين تُدهسُ أحلامُنا الفائرهْ.
أيُّها الليلُ لو تنجلي
أو تُسجَّى على جسدي؛
لن يذوبَ سوادُكَ في مقلتي.
كيف أحرقُ أوراقكَ الغابرهْ؟
إنها كِذْبةٌ سافرهْ!
2 - عندما تُقرعُ الأجراس
معبدي...
صرْتَ وحدَكَ يا معبدي!
جاءك الليلُ في ثوبِه القاتمِ
السِّياط تطوفُ بأجسادِنا العاريهْ.
قُتلتْ طفلتي؛
رُجمتْ كالبغايا هنا.
معبدي...
لن أبيتَ بمحرابِكَ المظلمِ
لن أسيرَ على فرشِكَ الأحمر.ِ
صرْتُ أضحوكةً ساخرهْ...
كالخيولِ الأنيقةِ حين تَجُرّ العصورَ الجائرهْ!
كيف لي أقتني معبدًا لا يقيم به عابدٌ؟
أوَليستْ إرادتنا حاضرهْ؟
أيّها البائعون، اقرعوا جرسًا كاذبًا
المدائنُ مخمورةٌ، حائرهْ،
تترنّح على جسدٍ ماكرٍ.
إقرعوا.. إقرعوا
إنّها صفقةٌ نادرهْ.
مصر