أحْتمي بكِ الليلةَ،
لعلَّ الوحشَ فيّ يَنام،
ثم أَصحُو على التماعِ المرايا.
ها الحقيبةُ امتلأتْ بالنَّدى،
بمَجازِكِ المَنخُوبِ بالآهات.
***
أَحتمي بكِ الليلةَ
لأَبُثَّ فيكِ شجني.
لم تورِقْ، بعدُ، أَشجارُ الرَّام،
ولم يَعُد يُغريني فيكِ بياضُ الممرّات.
لعلّي متُّ قبلَ الليلة،
ولعلَّ الوحشَ فيّ لا ينامُ...
***
أنا المُقيمُ في جسدي،
لعلّكِ أنتِ المقامُ.
أتحَلَّجُ في مقاماتِ العشق،
وماذا أرى من كلماتي
غيرَ مسالك الشكّ؟
زمنُ البُهتانِ، زمنُ الخطايا،
ولا أحدَ يُطلّ من شُرفةِ الروحِ
غيرَكَ أيّها الظلامُ.
***
سيأتيني اليقينُ على شكلِ إِيماءة،
وتنمحي حالاتُ المَحو،
هواكَ فيّ طلعةُ المعشوق
من شُقوقِ الرؤيا.
يُخيّل إليّ أنَّ الجسدَ كتابٌ للملوحة،
وأنّ الدمعَ تَحَزُّنٌ وهيامُ...
***
أحتمي بكِ الليلةَ،
لعلّي ألقى اللهَ وأنامُ...
أَعبُر جسرَكِ إلى مدارجِ اليقين،
خُطايَ ذُبولُ الأكاسيا في خريفِ العمر.
كيف مرَّ الخريفُ
دونَ أن يطبعَ قُبلةً على جسدي الشاحب؟
وماذا أُسمّي حنيني إليَّ؟
***
يُقال إنَّ أسلافي في الحجاز،
لكنَّ جسدي جرفتْهُ الخرافةُ
نحوَ حقولِ المَجاز.
يُقال إنّي بعدَ خمسة وثلاثينَ حلمًا،
سأصيرُ جسدًا تُمَوسِقُهُ يدُ الغيابْ
سأصيرُ قبرًا يُظلّله الغمامُ.
***
أحتمي بكِ الليلةَ
لِأراكِ بعينينِ ذابلتين،
لأتهجَّاكِ خطًّا مَرينِيًّا،
لأَرسمَكِ في سمائي
بريشٍ من رخامْ.
أحتمي بكِ الليلة،
لعلَّ الوحشَ فِيّ ينام.