لا تنتخِبْ مراياكَ..
دمُكَ الدلالةُ
هذا الوطنُ المُغتالُ فوقَ شهيق الخارطةِ،
لم يبقَ إلّا أنتَ
تَلْبَسُ حقولَ الجرْحِ والبَرْدِ
تَخرجُ من ظلّكَ،
من ضِلْعِ اللهِ والوصايا
يَبدأ فيكَ جسدُ الغيمِ أهواءَهُ
شظايا من دفتر الأرضِ والعظامُ فَواصل
جُمَلُ الدمِ تفورُ الأعضاءُ في أوجِها،
جماجم بِحَجْم الجحيمِ من قاموسِ الرخام،
تعوي كالمُستذئِباتِ..
الهواءُ خديعةٌ
والماءُ ذريعةُ الغبار
هكذا تتناسلُ فيكَ قوافلُ النار كُلّما امتَزَجْتَ بلَحْمها
الحَاءُ: حُرقَةُ الملحِ فيكَ
الراءُ: رجّةُ الروحِ ما وراءَ الرعبِ
الباءُ: بابٌ تُطبِقُ بحرها وبرّها عليكَ
وبينَكما بَرْزخُ بارِجة لا تَبْغيان،
تَقيءُ وساوِسَ الليلِ على وزنِ قُنبلةٍ..
وعلى وزنِ أنمُلةٍ..
وعلى وزن سُنبُلةٍ..
تَضيعُ البلادُ، يَكبرُ العرشُ في جَوْفِها
يَتّسِعُ النعشُ في خوْفِها
وكلّما كَبُرَ العَرْشُ اتّسَعَ النعشُ
صحراءُ الوَحْشِ تصقُلُ مراثينا،
البلادُ التي ضيّعَتنا بين الخنادقِ والبنادقِ/ البلادُ
التي وَزّعَتْنا بين الحرائق والحرائق /البلادُ التي شرّدَتْنا في ليْلِ
المنافي وبرْدِ الفيافي/ البلادُ المَخْنُوقَة التي عشقنا ذاتَ غيمةٍ..
خِرَقٌ تَجتَرّ تاريخَها المَغْموسَ بغابةِ الوَحْلِ وشَريعةِ الحُطام،
نكادُ نهمِسُ نهْجِسُ
ينفَجِرُ الرّعبُ فينا
سَبَايا في عَرَقِ الشّهقةِ والبَحرُ ينأى. . .
والبرّ ينأى. . .
والنّخلُ ينأى. . .
والرّملُ ينأى. . .
وأنا المُعبّأُ بِتَيْهي..
أحملُ رِغيفَ حزني وخَمْرَ عَيْنيْها والموتُ رفيق،
أَشُدّ شطآن الحُبِّ
في جُرْحٍ يَتّسِعُ
أو جِدار يضيق،
قُل من يأوِي خُطانا
والسبيلُ دَمٌ شاهقُ الشتاتِ
والطريقُ. .
ضيّعَتِ الطريق ؟
المغرب