مهاجرون
عبروا الغيبَ مُنهَكين.
وصلتِ الأشجارُ قبلَهم،
ومواءُ القططِ والطيور،
والأضواءُ التي رأوْا وجوهَهم من خلالها في المرآة،
والأحلامُ عبرتْ خفيفةً كريشة.
حتّى الكوابيسُ عبرتْ،
وما دوّنوه على دفاتر وكتبٍ وأبواب
ـــ ما دوّنوه على الخشب ــــ
وعلى الشبكةِ الذكيّة
وعدسةِ التصوير
والغيم الذي راقب طويلًا فبكى،
والحرّ الذي مرّ من هنا في الأمس، قد وصل
أوغلوا جميعهم في الوصول
وما بقي سوى عكّازِ أبي على كتفي
وما وصلنا بعدُ إلى معنًى
نحن مَن صنع الحدود
ونحن مَن صدّق.
سبّاحة ماهرة
تنفّست ألف روح من حولي
فيصير الماءُ هواء.
أعطي البحرَ يدي
لنطمئنّ!
ثمّة دوارٌ أصابني
إلى أن تقيّأتُ ذكرياتي كاملةً،
وألفُ صوتٍ مالحٍ دخلَ جوفي.
ثقيلة ككرةٍ معدنيّة،
رأيتُ صدرَ البحر
مسلِّمةً بكلّ إرادتي
لبوسيدون
القربانَ!
صرتُ حوريّةً تتفتّحُ في كلّ حرب
وتخشى من البشر.
الرحمة لمن ماتوا في البحر!
التباس
أنا القصّةُ التي تمرّ بي.
أقولُ الكثيرَ كمن يُحدِّثُ ماءَ وجههِ
بسيرةِ الحصانِ الذي مرَّ منسيًّا على
صهوةِ الخلود
حين أَدركَ أنّ الفِردوسَ ضاعَ في لوحة "شاغال."
من بعيدٍ، رائحةٌ تنسابُ من الطفولةِ
ومن قريبٍ، رائحةُ الجسدِ الموجعةِ
دون التباس.
فأعلقُ بوجهي
وينجو الحصان!
السويداء