تعدّدتْ في لبنان، خلال السنوات الماضية، القضايا التي تدور في فلك "التطبيع الثقافيّ." وكلُّها أشار إلى أنّها لم تعد مسألةً هامشيّةً، بل هي خطرٌ محْدق، غيرُ منظور، تنبغي مواجهتُه بهدوءٍ وعقلانيّةٍ وووضوح، وذلك على أساس أنّ المقاطعة الثقافيّة هي السدُّ الأخيرُ في وجه مشروع الاستسلام الذي تُستدرَج إليه شعوبُ المنطقة. وهذا المشروع يتسلّل من خلال الشرْخ العظيم الذي خلّفه "ربيعٌ عربيٌّ" مجهَض، فتّت مجتمعاتِنا وعزيمتَنا الوطنيّة، وتمخّض عن وحش التكفير، ومكّن الغربَ من أنظمتِنا وحكّامِنا، وزاد من تدخّله المباشر في شؤوننا، وأغرقنا في مستنقعاتٍ من الحروب الأهليّة والمذهبيّة.

خلال العقديْن الأخيريْن، تزايد الحديثُ في لبنان عن مخاطر "التطبيع الثقافيّ،" وخرجتْ إلى العلن حالاتٌ مقلقةٌ تعبِّر عن انهزام النُّخَب وتواطُئها المباشر أو غيرِ المباشر مع هذه الموضة القاتلة، بمبرِّراتٍ متعدّدة ولأسبابٍ مختلفة.

وفي المقابل، تبلورت التحرّكاتُ الداعيةُ الى مقاطعة العدوّ. وقد حقّقتْ هذه التحرّكاتُ إنجازاتٍ مهمّةً على الرغم من طابعها العامّ الذي لا يزال قائمًا على العمل التطوّعيّ والمبادرات الشخصيّة. وهي اليوم أحوجُ ما تكون إلى المأسسة، والتفرّغ، وإلى تنظيم ائتلافاتٍ مع المجتمع الأهليّ، وتحالفاتٍ بين مختلف القوى السياسيّة التي تدافع عن المشروع الوطنيّ والقوميّ.

التطبيع الثقافيّ أو الأكاديميّ أو الاقتصاديّ إلخ... هو حصانُ طروادة الذي يمهِّد للهزيمة الشاملة، العسكريّةِ والسياسيّةِ والحضاريّة. إنّه فكرةُ القبول بالعدوّ بصفته "الآخرَ" المظلوم، وبصفته ضحيّةَ "تعصُّبِنا" و"تخلُّفِنا" و"همجيّتِنا." هكذا تنقلب المعادلة، ويصبح على الضحيّة أن تتنازل لجلّادِها، لا العكس، وأن تسلكَ نهجًا "حضاريًّا" و"عقلانيًّا،" فتعتذرَ عن "تطرّفِها" و"أصوليّتِها،" وتدخلَ لعبةَ السلام والحوار والقبول بالآخر.

التطبيع هو أنسنةُ العدوّ، ومحوُ جرائمه، ومحوُ صفة العداوة عنه، وفتحُ صفحةٍ جديدةٍ من العلاقة "الطبيعيّة" معه. إنّه أشرسُ أشكال الهزيمة، لأنّها هزيمةُ الوعي. فالتنازلات في السياسة يمكن التراجعُ عنها، والهزيمةُ العسكرية يمكن تجاوزُها مع الوقت. أمّا هزيمةُ الوعي فهي نهائيّةٌ لا تُمْكن العودةُ عنها، وهي تمنح العدوَّ الشرعيّةَ، وتوهن نفسيّةَ شعوبنا، وتلغي فكرةَ الظلم (الذي لحق بالضحيّة) وضرورةَ رفع هذا الظلم واستردادِ الحقوق الشرعيّة.

راج مفهومُ "مواجهة التطبيع" عربيًّا، وانتشر وتعمّم، في الثمانينيّات والتسعينيّات على أثر اتفاقات الاستسلام، من كامب دايفيد إلى أوسلو فوادي عربة. كان مسرحُ الصراع آنذاك هو مصرَ والأردن، المرتبطيْن باتفاقات سلامٍ مع العدوّ، إضافةً إلى دولٍ أخرى لم تكن أنظمتُها الاستبداديّةُ تخفي تواطؤاتِها الصغيرةَ أو الكبيرةَ مع "إسرائيل." كلُّ ظواهر استقدام فنّانين ومثقّفين بعد أوسلو، من تونس والمغرب، باسم "السلام والحوار،" وبحجّة الشمّاعةِ الفلسطينية، ليكونوا شهودَ زورٍ في المهزلة الكبرى ويتصوّروا مع بيريز في تل أبيب، ويبيِّضوا سجلَّ القاتل، أُجهضتْ وباءت بالفشل بفضل حملات المقاطعة. المسرحيّ المغربيّ الراحل الطيّب الصدّيقي عُزِل في بلده بعد زيارة تل أبيب، إلى أن عاد فكتب رسالةَ اعتذار عن سقطته التطبيعيّة، وتوضيحٍ لها.

أمّا المعركة الحقيقية فكانت في مصر ما بعد كامب ديفيد. في عهد مبارك كانت جبهةُ مقاومة التطبيع الثقافيّ عظيمةً، تَرفض أيَّ تعاملٍ مباشر أو غير مباشر مع العدوّ، من خلال الفنّ والإبداع والثقافة، في حين كان النظامُ السياسيّ يتعامل مع العدوّ على أساس اتفاقيّةِ سلام. أي إنّ الرأي العامّ، متمثِّلًا في أكثريّة النُّخب، كان رافضًا للسياسة الرسميّة مقاومًا لها، ونجح في فرض خياراته إلى النهاية.

طبعًا، كلُّ ذلك بات اليومَ جزءًا من التاريخ. لقد تراجعت المناعة، وحَلّت محلَّ الهمّ القوميّ أولويّاتٌ حياتيّةٌ ومعيشيّة، أو عصبيّاتٌ مذهبيّةٌ وإثنيّةٌ وقطْريّة. وهذا لا يعود إلى إفلاس المشروع القوميّ واليساريّ فحسب، بل إلى انهيار البنى المترهّلة أيضًا، وإفقارِ الحياة السياسيّة وتفريغِها، وإلى تمزّقِ المجتمعات كما أسلفنا كنتيجةٍ كابوسيّةٍ لِما سُمّي "الربيع العربيّ،" وإلى تمكُّن الغرب من اختراق جزءٍ كبيرٍ من النخب وتدجينِها واحتوائها. وبعد خروج خيانة الرجعيّات النفطيّة إلى العلن، ومعها الأنظمةُ الاستبداديّة التي رسّخها "الربيعُ العربيّ" التعيسُ الذكر، باتت سياسةُ الخيانة والاستسلام نهجًا تعجز الشعوبُ العربيّةُ عن إسقاطه. هكذا بتنا مثلًا نسمع الفائزةَ بجائزة نوبل للسلام، اليمنيّة توكل كرمان، تطالب بتدمير سلاح الجيش السوريّ، بالتزامن مع غاراتٍ إسرائيليّةٍ على سوريا ربيعَ العام 2013.[1] وهكذا يُذبح أهلُنا في غزّة، ولا تقوم تظاهرةٌ واحدةٌ في أيٍّ من العواصم التي احتَضنتْ أحلامَ العروبة ومعاركَها. والأسباب كثيرة، ومعقّدة طبعًا، وليس من بينها أنّ الشعب لا يريد، بل لعلّه لا يستطيع!

في لبنان اليوم، نجد المشهدَ مقلوبًا: هناك مشروعٌ، متعدّدُ الأشكال، واضحُ المعالم، لتوريط النخب، من قِبل النظام السياسيّ، في الفخّ الإسرائيليّ؛ وذلك على اعتبار أنّ جزءًا من المجتمع المدنيّ - عبر منابره ومنصّاتِه وجمعيّاته ووسائلِ تواصله الاجتماعيّة خصوصًا - يتقدّم أسرعَ بكثيرٍ من ذلك الخرتيت البائس الذي هو السلطةُ وأجهزتُها وقوانينُها. نقاطُ الضعف عندنا كثيرة، قد تسهّل التخاذلَ والاستسلام: من انهيار الأحزابِ التقليديّة، إلى الخطابِ الرسميّ القديم الذي يبرِّر القمعَ ولا يحارب "إسرائيل،" إلى الأبلسة المنهجيّة للمقاومة التي حاربتْ "إسرائيل،" فإلى تسطيح فكرة "الممانعة،" وصولًا إلى النزعة "الليبراليّة" الكاريكاتوريّة لدى بعض النُّخبِ الجديدة، والنيّاتِ الطيبة حتى السذاجة لدى جيلٍ سئم الحربَ والتوتّرَ ويريد أن "يعيش" (أيْ يرفض "العنف" ويحبّ "السلام").

يجب ألّا ننسى أنّ لبنان هو الرحمُ التي أنجبت المقاومة؛ المقاومة التي حطّمتْ أسطورةَ التفوّق الإسرائيليّ، ويكاد يُجْمع "العالمُ الحرُّ" على ضرورة أبلستِها وتحجيمها، بل القضاءِ عليها بكلّ الوسائل الماليّة والسياسيّة. وليس من قبيل المصادفات ألّا يمرَّ أسبوعٌ إلّا ويتلقّى مبدعٌ من هذا البلد، الذي يعرف نهضةً ثقافيّةً وفنّيّةً مميّزة، عرضًا مغريًا من مؤسّسةٍ أو منظّمةٍ غربيّة؛ وعددٌ لا بأس به من تلك العروض (التي لا يسعنا أن نطالبَ الجميعَ برفضها) يُفْضي بشكلٍ أو بآخر إلى فخٍّ تطبيعيٍّ ما مع العدوّ الإسرائيليّ.

وأخيرًا، لا يمكن تجاهلُ انعكاسات "الربيع العربيّ" المجهَض على لبنان، وأجواء التفتّت والانهيار والتراجع الوطنيّ والاجتماعيّ التي أفرزها. ولا يمكن أن نتجاهلَ العملَ المنهجيَّ لمؤسّساتٍ وسفاراتٍ ومراكزَ ثقافيّة وشركاتِ إنتاج ومهرجاناتٍ ومراكزِ تدريبٍ على الإعلام الجديد، وبعض الجمعيّات المدنيّة التي تستمدّ تمويلَها وتقنيّاتِها وإيديولوجيّتَها من دولٍ غربيّةٍ منخرطةٍ بحدّة في الصراع الذي تشهده منطقتُنا العربيّة.

لا بدّ من وضع كلِّ ما سبق في الحسبان، حين نبحث في كيفيّة إحياء جبهةٍ مدنيّةٍ وطنيّةٍ لمقاومة التطبيع. ليست المهمّةُ سهلةً لأنّنا نتحرّك على أرضٍ قاحلة. وكلُّ عملٍ توعويّ، أو سياسيّ، يجب أن يقومَ على الكثير من التواضع والواقعيّة وصفاءِ الرؤية. لا يمكنني أن أتصوّرَ نضالًا مطلبيًّا يكون منفصلًا عن مقاومة التطبيع، أو متعاليًا عليها، أو متنكّرًا لها، أو مقلِّلًا من أهميّتها في سلّم الأولويات، أو ببساطة جاهلًا ومتجاهلًا لها. النضال من أجل الحقوق الاجتماعيّة والمدنيّة، ومن أجل تقدّم المجتمع نحو مزيدٍ من العدالة والديمقراطيّة والتقدم، لا يستقيم، ولا يأخذ شرعيّتَه الوطنيّة، بل قد يستحيل استعراضًا خطيرًا لا نعرف وجهتَه، إذا لم يقم على مبدأ تأسيسيّ، هو أنّ "إسرائيل" عدوّ، وأنّ مقاومتَها بكلّ الأشكال مسؤوليّةٌ فرديّةٌ وجماعيّة، دينيّةٌ وعلمانيّة، أهليّةٌ وحزبيّة، مدنيّةٌ وسياسيّة.

ما نشهده ميدانيًّا، للأسف، هو نقيضُ ذلك. وهنا تكمن خطورةُ هذه المرحلة. فمبدأ المقاومة هو موضعُ طمسٍ، ومحوٍ، وتناسٍ، ومساومةٍ، وازدراءٍ، وسخريةٍ، لدى جزءٍ متزايدٍ من الرأي العامّ، الشبابيّ تحديدًا، الساعي إلى "التغيير" و"القطيعة،" ولو في إطار الموضة والاستعراض والشعار. هؤلاء الشبّان والشابّات، الذين كانوا ليشكّلوا قواعدَ الأحزاب والقوى الوطنيّة والتقدّميّة في الأمس القريب، ليسوا خونةً، ولا مرتدّين، ولا عملاء، ولا "صهاينةَ داخل." إنّهم نحن، ضحايا آلةٍ ضخمةٍ تشتغل بشكلٍ منهجيّ على كيّ الوعي، وفرضِ السرديّة الاستعماريّة - أيْ روايةِ القاتل - قراءةً وحيدةً ممكنةً و"صحيحةً" للصراع. تلك النخبُ معرَّضةٌ للاستلاب، المدسوسِ في سياساتِ الترغيب والاحتواء، وإغراءاتِ الارتقاء والنجاح والتمويلِ والنشرِ والإنتاج والتوزيع والتدريبِ والسفر و…العالميّة. نحن في مواجهة منظومةٍ مهيمنةٍ متعدّدةِ الأدوات والوسائط: من العالم الافتراضيّ، إلى فلكِ المنظّمات غيرِ الحكوميّة (من دون تعميم)، مرورًا بالإعلام، وتحديدًا بالإعلام البديل الذي يستقطب الجيلَ الجديدَ ويحوّله منتِجًا للخطاب الاستعماريّ، ومستهلِكًا له، من حيث يدري أو لا يدري.

فهل طرحنا على أنفسنا الأسئلةَ الصحيحة التي تبدأ من: كيف نتعامل مع هؤلاء؟ هل نحن نفهمهم حقًّا كما ينبغي؟ هل نفهم هواجسَهم وواقعَهم ولغتَهم وتقنيّاتِهم وأولويّاتِهم… بما فيه الكفاية؟ هل لدينا الحججُ الكافية، الإمكانات، الأدوات، للتوجّه إليهم، واستعادتِهم إلى خندق المواجهة؟ كيف نتوجّه إلى الرأي العامّ الذي يبتعد يومًا بعد آخر، في فوضى الانقسامات والأزمات والعصبيّات والتغريب وحملات التضليل الممنهجة، عن النظر إلى "إسرائيل" بصفتها العدوَّ المرجعيَّ، وإلى فلسطين بصفتها القضيّةَ المركزيّة؟

مواجهةُ التطبيع هي مواجهةُ اختراق الوعي، وتفترض تعيينَ العدوّ، أيْ تسميتَه عدوًّا. إنّها فعلٌ مبدئيٌّ ورمزيٌّ في الأساس، وتترتّب عليه خططٌ سياسيّةٌ عصريّة، وتحرّكاتٌ يتيحها الفضاءُ الديمقراطيّ، من أجل تعرية الخطاب التضليليّ الذي يطمس جوهرَ الصراع، ورصْدِ آليّات الترويج لثقافة التنازل والاستسلام.

هنا يأتي دورُ الاعلام: في تقديم الرواية الأصليّة، وتفكيكِ الخطاب المهيمِن، وتأمينِ المضادّات الحيويّة - الفكريّةِ والأخلاقيّة - التي تحدُّ من انتشاره. لكنْ كيف؟ أيّ إعلام؟ لا نكشف سرًّا خطيرًا إذا قلنا إنّ الجزءَ الأعظم من الإعلام الفاعل، في لبنان والعالم العربيّ، تَمْلكه أو تُموِّله الرجعيّاتُ الخليجيّة، إضافةً طبعًا إلى دعمٍ أميركيّ مباشرٍ أو غير مباشر. ويمكن أن نضيف إلى ذلك الانقساماتِ الحادّةَ في بلد الحروب الأهليّة الدائمة التي تتخذ من الاصطفاف الطائفيّ، أو المصلحيّ، حصنًا لحماية الخيانة، والتغطيةِ على المطبِّعين. وهناك أيضًا الخطابُ الليبراليّ الذي يتضامن مع بعض أشكال التطبيع (عن سذاجةٍ أو ارتزاقٍ أو عمالة) باسم "حريّة التعبير،" و"حقّ الناس في اختيارِ ما يشاهدون ويقرأون،" و"رفضِ كلّ أشكال المنع والرقابة."

كيف تكون المواجهة؟ وبأيّ أدوات؟ وهل ما نفعله اليوم، بإمكاناتنا الحاليّة، كافٍ وفعّالٌ ومفيد؟ الخطاب الليبراليّ المضلِّل يتوجّه إلى الجميع، ولديه القدرةُ على الوصول والإقناع والإغراء؛ فالنظامُ العالميّ المهيمن داعمُه وحليفُه. وأمّا الخطابُ الممانع فلا يُحْسن إلّا مخاطبةَ جمهوره، ويفعل ذلك غالبًا بوسائلَ وقوالبَ قديمةٍ، وبلغاتٍ وتقنيّاتٍ تجاوزها الزمن… ما يجعله منفِّرًا في بعض الأحيان، ومضجِرًا.

ربّما علينا اليوم أن نفكّر في كيفيّة وضع سياساتٍ واستراتيجيّاتٍ جديدة، وتأسيسِ منصّاتٍ قادرةٍ على الاستقطاب والتأثير، وفتح نقاشٍ ديمقراطيٍّ جريء في ما بيننا، وبناء إعلامٍ بديلٍ عصريّ وقويّ. هذه معركةٌ صعبةٌ جدًّا، لا مكانَ فيها للهواية والارتجال، ولا يمكن أن نربحَها بسهولة، لمجرّد أننا أصحابُ الحقّ. كما يستحيل الفصلُ بين سلاح الإعلام وسائرِ عناصر النضال التي يجب أن تتضافر ضمن تحالفٍ قويّ وقادر. لا بدّ من إعادات نظرٍ كثيرة، ولا بدّ من الضغط باتجاه خلق تحالفاتٍ واسعةٍ وفعّالةٍ مع القوى والأحزاب والتيّارات التي تخوض المواجهة، دونما تمييز أو تعالٍ أو فوقيّة.

إنّ معركة مواجهة التطبيع، ومنعِ تسلّل العدو عبر "حصان طروادة" الثقافةِ والفنّ والتربيةِ والتكنولوجيا والاقتصاد، هي في أهمّيّة المعركة العسكريّة، بل تفوقها خطورةً على المدى البعيد. لا نستطيع أن نخوضَ كفاحًا مسلّحًا في مجتمعٍ متردّدٍ ومقسَّمٍ وخائفٍ ومنغلقٍ ومتعصّب. ولا يمكن أن تتحصّن المقاومةُ إلى الأبد خلف "البيئة الحاضنة" وحدَها، وإنْ كانت الرحمَ التي أنجبت الأبطالَ، وقدّمت الشهداءَ، وغيّرتْ وجهَ التاريخ. فذلك قد لا يعود كافيًا في غدٍ قريب!

إنّ معركة مواجهة التطبيع صعبةٌ، وصعبةٌ جدًّا، ومحفوفةٌ بالمخاطر. دعونا نفعل كلَّ ما علينا كي نكونَ على مستوى التحدّي. فنحن نعرف أنّها معركةٌ صعبة، لكنّها ليست قضيّةً ميؤوسًا منها، ونؤْمن أنّها ليست معركةً خاسرةً سلفًا.

بيروت