لا تسألْ كيف تعفّنت الثمره
الدودةُ في أصلِ الشجره!
لم يخترعْ "ترامب" البارود،
ولم يكشفْ أسرارَ الذرّه.
في زمنٍ يسبقُ زمنَ "ترامب" ويشبِهُه
ساقتنا محكمةُ التفتيشِ إلى الموت،
وكان دليلَ المحكمةِ علينا
لونُ الشعر ولونُ البشرَه.
***
في بيتِ المقْدس
خاضت في دمِنا خيلُ الربّ إلى الرُكَب
وباسْمِ يسوع، مُحْيي الموتى،
ذبحونا في أكنافِ الصخره.
في غزّة... ما زلنا نُحرَقُ بالفسفورِ الأبيض
وتحاصرُنا إسرائيل
لنسقطَ صرعى المرض
وصرعى الجوع
وصرعى العطش.
فهل كانت تلك وصايا الربِّ العشْرَ؟
اُتلُ عليهم يا نتنياهو آخرَ مزمورٍ في التوراة...
وأوّلَ إصحاحٍ في الإنجيل:
في البيتِ الأبيض
ركع الرجلُ الأسود،
وأنابَ لعجلِ بني إسرائيل
وأقطَعهُ الأرضَ الموعودة
من بابل لمنابعِ نهرِ النيل.
دجّجه البنتاغونُ بأسلحةِ التدميرِ الشامل
لمواجهةِ الأعداء.
***
ما زال الأطفالُ العزّل
يُلقون الأحجارَ على الدبّابات،
وما زال أذانُ الأقصى يُرفع عند الفجر
وأجراسُ كنائسَ تُسمعُ في إيلياء.
كم عهدُ رئيسٍ أمريكيٍّ يَلْزم
كي يكتملَ التطهيرُ العرقيُّ في كنعان؟
كم فيتو يجبُ على أمريكا أن تجترح
لكي تحميَ الذئبَ مِن الحِمْلان؟
ما زالت غزّة صامدةً
رغم عقوقِ الأخ،
وسُعارِ السجّان.
وما زالت نابلس تقاوِمُ بالصدرِ العاري
وتعضُّ على الجرحِ خليل الرحمن.
***
مَن يكرهُ أمريكا؟
حكّامُ العرب
طواطِم ما قبل الماغناكارتا وحقوقِ الإنسان؟
شيوخُ الأزهر
ببغاواتُ النقلِ وأعداءُ العقل،
شهودُ الزورِ لدى السلطان؟
قرامطةُ الرقّةِ والموصل
وعصاباتُ البوكو حرام؟
الدبُّ الروسيُّ المتخمُ بالقمحِ الأوكراني
الطامعُ في بلحِ اليمنِ وعنبِ الشام؟
مَن يكرهُ بوشَ الأبَ... وبوشَ الابن...
وبوشَ الثالثَ روحَ القدس؟
عليهم أَلفُ صلاةٍ وسلام!
فبفضل الأوّلِ والثاني
صار الوطنُ العربيُّ الطامحُ للحرّيّة
ساحةَ إعدام.
كنّا نشكو من طاغية
صار لدينا في كلّ زقاقٍ طاغيتان.
كنّا نتوجّسُ رعبًا مِن "طورا بورا"
صار لدينا في كلِّ حديقةِ بيتٍ "طورا بورا"
وكتيبةُ طالبان.
كنّا نستفظعُ جرحَ فلسطين،
فصار لدينا مئةُ فلسطين نازفة...
وطفت فوقَ الشطآن
جثثُ العربِ الفارّينَ من الموتِ إلى الموت،
تتقاذفهم أمواجُ المتوسِّط
مِن طرطوس إلى سبته.
وقُرًى كانت أهراءً للحنطة جاعَت حتّى أكلَتْ لحمَ الميته
بيعتْ أعراضُ صبايانا بأقاليم الأرض الستّة.
***
مَن يكرهُ أمريكا؟
لا... كلّا...البتّه...
لا يكرهُ أمريكا إلّا الشيطان.
الولايات المتّحدة الأميركيّة
