في العدد السادس من سنة 1971 من الآداب، تجدون قصّةً لتوفيق زيّاد، من فلسطين المحتلّة، بعنوان "عيون البقرة الميّتة."
هي حكاية الرجل البسيط القانع، الذي لا يطلب الكثير. وضع أملَه في بقرته النحيلة، وصبر عليها سنتين، يرعاها ويرعى أملَه فيها.
القصّة بسيطة التركيب، وسريعة السرد. اللغة جميلة تتناسق مع بساطة الآمال: لا مطلبَ إلّا كفاف اليوم. والسبيل إلى ذلك معروف: عرقُ الجبين، والثقةُ بعدالة إلهيّة.
كثيرون لا يعرفون الجانبَ القصصيّ من توفيق زيّاد. هنا فسحةٌ للتعرّف إلى هذا الجانب شبهِ المخفيّ من الشاعر الفلسطينيّ المعروف (صاحب اثنتيْن من أشهر قصائد المقاومة الفلسطينيّة: "أشدُّ على أياديكم" و"ادفنوا أمواتَكم وانهضوا")، وعضوِ الحزب الشيوعيّ الإسرائيليّ (راكاح)، ورئيسِ بلدة الناصرة، وعضوِ الكنيست الإسرائيليّ، والناشطِ المؤثّر في يوم الأرض (30/3/1976).
خذوا وقتًا مستقطعًا من آلاتكم الذكيّة، واستمتعوا بقاصّ ذكيّ وجميل، وبقصّةٍ قد يتردّد اليوم كثيرٌ من الناشرين العرب في نشرها خشيةَ الاصطدام بسلطة الرقيب الأصوليّ.