الحالة الإسلامية (ملف ١): الشيعة اليوم
11-09-2019

 

ملفّ من إعداد وتقديم: بشّار اللقيس

(شارك فيه ألفبائيًّا: بشار اللقيس، حسين شمس الدين، حمزة الحسن، حيدر حب الله، علي قاسم، غفران مصطفى، محمد العابد، محمد صادق زاده، محمد فرحات، نعيم قاسم، هادي حطيط).

لماذا شهد الوطنُ العربيّ، في العقود الأربعة الماضية، صعودًا في الهويّات الصغرى، الطائفيّة والعشائريّة والجهويّة؟ لا نعتقد أنّنا سنختلف في أنّها لم تكن لتنمو وتتأقنم لولا الفراغُ السياسيّ الذي نعيشه في واقعنا العربيّ. فلقد أفضى دخولُ مصر عام 1977 في مشروع الاستسلام، ومعها النظامُ الرسميّ العربيّ، إلى مساراتٍ متعدّدةِ المآل، يجمعها كلَّها غيابُ الوعي القوميّ، وضعفُ الانتماء الوطنيّ، وتغييبُ البوصلة المتّجهة إلى تحرير فلسطين والتحرر من الاستعمار وتبعاته.

كانت الحالة الطائفيّة المتفجّرة في الوطن العربيّ، ولا تزال، مثارَ جدل ونقاش واسعيْن. غير أنّ كثيرين منّا لم يعمدوا إلى قراءة هذه الحالة من داخلها. ولأنّ للأزمة أبعادًا مختلفة، ثقافيّةً وتاريخيّةً واجتماعيّةً وسياسيّة، فقد أردنا في هذا العدد من الآداب - وفي الأعداد القادمة - تقديمَ مقاربة داخليّة للحالتيْن الشيعيّة والسنيّة، باعتبارهما الأكثر بروزًا وحضورًا  في النسيج العربيّ العامّ، على أن نتناول لاحقًا الحالات الإسلامية الأخرى.

وللقارئ أنْ يلاحظ في ما سيَرِدُ من مقالات وأبحاث في هذا العدد حضورَ جملةٍ من المفردات الملازمة للهويّات الصغرى: كالهويّة الشيعيّة، والجماعة الشيعيّة،... وإذ تتحفّظ الآداب عن تبنّيها، فإنّها لا تُعْرض عن استقرائها علميًّا وموضوعيًّا. إنّ استقراء الهويّات الصغرى والدينيّة يحثّنا بلا شكّ على إعادة التفكير مليًّا بمقاربة مختلفة لعلاقة المجتمع بالدين، وبالدولة، ومحلّ الثقافة فيهما.

كيف السبيل إلى خلاصنا التاريخيّ من كلّ ما يحيق بنا؟ ثمّة حاجة لقراءة هادئة لفواعل الثقافة، ومحدِّداتها، ومكامن الخلل فيها، بجرأة وطول أناة. وهو ما نحاول تقديمه في استقراء "الحالة الإسلاميّة،" وما يعتمل فيها اليوم من أسئلة وانشغالات.

لقراءة العدد الحالي أنقر هنا.