رمى الحوتُ لُقمتَه المُرّةَ إلى البرّ
ثمّ نظر إلى السماء وقال:
أيّها الربّ
أنبياؤكَ لا يُسْمنون من جوع.
***
شجرةُ الأمل التي فقدَتْ أوراقَها
صارت غصونُها قرونًا لِرنّةِ اليأس.
***
القُبّرة التي لم يضمَّها أحدٌ
عانقتْ شوكَ السياج.
***
الشعاعُ الذي كان يضيء المتنَ والسطورَ
نَفَتْهُ العتمةُ إلى الهامش؛
حسنًا،
لقد صار الهامشُ عنوانَ الحكاية.
***
هو القلقُ يغمس منقارَ السؤال
في ماءِ المدى
ويغبُّ؛
أيّها العطشُ الذي استهلكَ عقولَنا
أيّانَ ترتوي؟
وبمَ؟
أيّها النهِم،
ألا تكفيكَ كلُّ هذي الإجابات؟!
***
مجانينُ الشعر مطرٌ،
عقلاءُ الحكمةِ يباب.
***
تقول الحكمة:
دع الحبلَ الذي تمسكُ بطرفه
حينما لا تبصرُ نهايتَه.
...
الأحلامُ تقول كلامًا آخر!
***
جسدانا غصنان على جذع اللغة؛
ينزّان بين الثنايا نسغَ الأغاني،
ويومَ نصير شجرتين يابستين،
سوف نمضي إلى موقد الحرف حطبًا
ونشدو:
طوبى لأجيالٍ فتيّةٍ تدفّئها القصائد.
***
أنا شلّالُ شِعرٍ دافق؛
تحبّني المروج
وتكرهني الحرائق.
***
أنتَ لي كما ريشةُ الحِبر للرياح.
أنا لكَ كما الرياح: ريشٌ
في جناح صوتك.
***
أريدُ شِباكًا تصيد لي البحر.
اللاذقيّة