شارك فيه (ألفبائيًّا): آلان حسن، بشار اللقيس، ثائر ديب، عقيل محفوض، كمال شاهين، محمد سيّد رصاص، منير الحمش، هادي حطيط. كما تتقدم الآداب بجزيل الشكر إلى الفنّان السوريّ زهير حسيب، الذي وافق أن ترافق أعمالُه المقالات والنصوص المُتضمَّنة في هذا العدد. والشكر موصول أيضًا إلى كلّ من الفنانتيْن، السوريّة رهف دق الباب، واللبنانيّة خولة الطفيلي، لمساهمتهما في بعض أعمالهما.
***
يأتي هذا الملفّ في وقتٍ شكّل فيه الحديثُ عن الانسحاب الأمريكي من سوريا منعطفًا جديدًا في منطق الصراع بين القوى الإقليميّة اليوم. فلقد أتاح هذا الحديث إعادة طرح جملةٍ من الأسئلة على الواقع السوريّ بتعقيداته وتداخلاته: إلى أين سيتّجه الأكراد سياسيًّا؟ وكيف سيتعاطى مختلفُ الفرقاء مع المسألة الكرديّة؟ وأين يقع الأكراد في سلّة التفاهمات الدوليّة والإقليميّة؟ وستستتبع هذه الأسئلة أسئلة أخرى تتجاوز مسألة "السياسيّ" المباشر، وعلينا نحن العرب والوطنيين الإجابةُ عنها، من نوع: من أيّ زاوية ينبغي أن ننظر إلى المسألة الكرديّة؟ وفي أيّ مستوى ينبغي وضعُ الإشكاليّة الكرديّة ــــ العربيّة اليوم؟
لقد ظُلم الأكراد مرّتين: مرّةً عندما تعاطينا، نحن العربَ، مع المسألة الكُرديّة باعتبارها مشكلة ومصدر تهديد؛ وأخرى عندما اعتبَرت بعضُ القيادات الكرديّة أنّ قضيّتها لا تكون إلّا بتجاوز التفاهم "القطْريّ" لحساب الدوليّ، فأدخلت القضيّةَ سوق مداولات الدول الكبرى ورهانات مصالحها.
إنّ اللحظة الراهنة تتيح جملةً من الفرص، بقدْرِ ما تنذر بحزمةٍ من الأخطار. لقد أسدت الجغرافيا، كما التاريخ، إلينا فرصةً ثمينةً بـ"تذكيرنا" بأنّ ثمّة حقيقةً لا يمْكننا، عربًا وأكرادًا، تجاوزُها: وهي أنّ منطقة "الجزيرة" السوريّة، حيث غالبيّةُ الحضور السكّانيّ الكرديّ، أقرب إلى دمشق من أنقرة، وواشنطن، وطهران، وموسكو، وكلِّ بقاع الأرض. ثمّة حاجة إلى الحوار الفعليّ والشامل والعميق إذًا، وثمّة حاجة إلى بناء جسور ثقة مُشيّدة على معرفة بعضنا بعضًا. وإذا كانت الآداب قد بادرتْ سنة 2004 إلى تخصيص ملفّ كبير بعنوان "العروبة بعيون كرديّة،" وذلك ضمن سلسلةٍ من الملفّات تحت عنوان عريض هو "العروبة الجديدة،" فإنّ ملفَّنا الجديد اليوم يستكمل ما جاء بالأمس، وصولًا إلى الإسهام في تقوية نسيجٍ لا يكفّ الخارجُ وبعضُ قوى الداخل عن هتكه.