(إعداد: خالد بركات، عبدالله الجعيد، غسان بن خليفة، سماح إدريس)
المشاركون (أحمد بهاء الدين شعبان، أميرة سلمي، سامح نجيب، علاء اللامي، غسان بسباس، فؤاد خليل، وسام الرفيدي)
مثّلتْ ثورةُ أكتوبر في روسيا لحظةً فارقةً في تاريخ البشريّة، طبعتْ بصماتِها على امتداد القرن العشرين. واليوم، وعلى الرغم من الوهن الشديد الذي عرفتْه جلُّ الحركات الشيوعيّة إثر تفكّك التجربة السوفيتيّة، فإنّ "البدائل" المقترحة أعجزُ من أن تمثِّل مصدرَ إلهامٍ لكلّ التائقين الى بناء عالمٍ جديدٍ تسوده الحرّيةُ والعدالةُ الاجتماعية.
ومن الطبيعيّ أن يتأثّر وطنُنا العربيّ بارتدادات ثورة أكتوبر، فانبثقت الخلايا الاشتراكيّة والشيوعيّة في مختلف أركانه منذ عشرينيّات القرن الماضي. ولا شكّ في أنّ موقف قادة هذه الثورة من تطلّعات شعوبنا، وفضْحَهم بشكلٍ خاصّ لمخطّط سايكس ــــ بيكو ومؤتمر سان ريمو لتقسيم منطقتنا، قد كان له عظيمُ الأثر في الصورة الإيجابيّة التي اكتسبها الشيوعيون العرب في بداياتهم. على أنّ هذا حصل قبل أن تحلّ الحقبةُ الستالينيّة، التي شهدتْ موافقةَ الاتحاد السوفييتيّ على تقسيم فلسطين وبناءِ الكيان الصهيونيّ، وما تلا ذلك من هيمنة موسكو على غالبيّة الأحزاب الشيوعيّة العربيّة ودفعِها في كثير من الأحيان إلى التذيّل لقراراتها.
إلّا أنّ تجاربَ الأحزاب الشيوعيّة العربيّة، التي وصل أحدُها إلى الحكم (اليمن الجنوبيّ)، كانت غنيّةً بما شهدتْه من زخمٍ وتنوّعٍ اصطبغا بخصوصيّات كلّ مجتمع وتعقيداته. ولذلك اقترحنا في مجلّة الآداب على عددٍ من المثقّفين والمناضلين اليساريين في أقطار عربيّة مختلفة ألّا يكتفوا بتحليل التجارب التي عاشتها بلدانُهم فحسب، بل أن يناقشوا كذلك آفاقَ تطوّر الحركات الشيوعيّة العربيّة في مستقبل الأيّام. كما تمنّينا على المشاركين أن يُولُوا موقفَ الشيوعيين من قضيّة فلسطين أهميّةً خاصةً؛ وأن يتطرّقوا ـ إذا أمكن ـ إلى محاولات توحيد العمل اليساريّ/الشيوعيّ العربيّ.