رِهانُ الصبّارةِ القابعةِ عند النافذة
يثيرُ قريحتي في تقطيعِ الخشب
ويقمعُ النوم.
***
أُطِلُّ من ثقوبِ الليل
عند شفَةِ النهر:
جديلةٌ تتدلّى من سماءِ الله
وتترنّحُ بين مداريْن
تحاولُ عبثًا
أن تصلَ إلى التلّة
أو تتشبّثَ بأطرافِ كتفي.
***
أصعدُ السلّمَ الأرجوانيّ
ذاتَ واقعٍ يرقدُ على حافّةٍ حادّة؛
أتعلّقُ بالجديلة:
ها أنذا أُنصتُ إلى هديرِ كبريائها
ينسَلّ من عقدِها.
تنسكبُ خيوطُ الفضّةِ حولي
أتسربلُ بها،
تُشَرْنقني،
في غفلةٍ من حواسّي.
وذاتَ أسْرٍ بلا مُنازع
ألتفُّ عليها؛
أخوضُ لُجّةَ عناقٍ
يسترِقُ السمعَ إلى حكاياتِ الجنّ،
فتُبدّدُني عند أوّل ناصيةِ صفصاف.
أتطايرُ بلا ظلال،
ويجتاحُني كلُّ جُرمٍ سابحٍ بانفراد.
***
أمّا خيوطُ الفضّة
فتواصلُ تعويذتَها،
وتغزلُ المَلفحَ
الذي سأتدثّرُ به من البرد،
ريثما أَفرغُ من وضع الجزرة
على وجه رجلِ الثلجِ الذي لم يتساقطْ بعد.
***
لم ألبث على شفا جُرفِ قوسِ قُزح
حتّى أتوقَ إليها:
أجمعُ أجزائي،
أَلوذُ بها طوعًا،
لأنسجَ لها نسغًا
يشٓحذُ المدفأةَ والتجلّي،
وأَلْتوي معها
في معراجِ الابتهال.
أخشعُ فيها،
وأنعتقُ من الموجودات،
منّي أنا.
أرجوحةٌ أُدركُ معها أنّني
نجمةٌ تُطلُّ من فوّهةِ الغيم،
وأدُور في قُدّاسٍ
يليقُ بخيوطِ الفضّةِ
المِحراب.
ثمّ أعاودُ الصعود
إثرَ لَمْلَمةِ الشهابِ أجزاءَهُ
نحو المجرّةِ
في الليلةِ الثالثةَ عشرة.
القاهرة