ـ 1 ـ
قد تَجثو
يدُ الدمعِ،
قد تغفو
قليلًا
قَبل الشروق.
هادِر الفرحِ،
واثق الخطْوِ،
يغمِزُ للمدى:
ما كان ذنبي.
ـ 2 ـ
بَسمتُها...
كانت أوَّلَ العمرِ.
نيَّةٌ لا شريكَ لها،
سادت بعضَ الظنِّ..
ثمّ بادت.
مُقفلًا
دونَ انفراج،
يصرُخ البابُ
للمزلاجِ:
لقد كفرتُ،
لكنّني أَتوب.
ـ 3 ـ
السحرُ لم يشرَب
كلَّ الظمأ.
ولم تفارقِ
الأوراقُ الناعسةُ
ليالي الشوك.
ضفائرُ الرشدِ
اكتحلَت،
دونَ شُكرِ الغِواية.
لم يَكُن أعمى
ذاك التيهُ،
وهو يُقبّلُ خلسةً
أناملَ البُعدِ.
كان الشوقُ
قد أينعَ بغتةً
على ضفاف المفارق.
ـ 4 ـ
يلوك الصبحُ
تثاؤبَه،
ويمضي
مغمَضَ الجبين.
حوافرُ الماضي
المكتومِ،
لم تنثرِ الرقّة.
والحاكمُ بأمر القلبِ
لم يُجِب:
أَيكمُنُ النسيان؟
ـ 5 ـ
قَـليلًا...
بَعدُ،
كَـثيرًا...
قبلُ...
لم يَكُن
للهوى أن
يشاء...
لم يكُن
للندى أن
يفكِّر...
للحُلمِ أن
يغتالَ
حقيبة السفر.
ـ 6 ـ
احترقَت عُنوةً
كلُّ البيادق.
على رُقعةِ الشبق،
ظلَّ الملكُ
وحيدًا
يُغازلُ بياضًا
لم يطلهُ سوادُهُ.
شطرٌ نجا
وشطرٌ ناجى
المشطورَ
عن رَملٍ
لم يَبلغهُ
وقعُ اللهـفة.
ـ 7 ـ
ضمّةٌ
بِضمّةٍ...
لم يَكتملْ
تمايلُ الراقصَينِ.
لم يفتَح
حنينُ النقرِ،
للعناقِ
كلَّ الاحتمالات.
اللحنُ ابتهلَ
طويلًا...
الكمانُ شجيًّا،
كان يبكي...
والغزلُ ترك
للحلمِ
باقي المنعطـفات.
ـ 8 ـ
نكايةً بالشكوى،
يَعودُ الصبّارُ
لاقترافِ الظّمأ.
لم يُصدرِ الحاكمُ،
بأمرِ الحبّ،
إذْنَ النسيان...
ولم تَرتدِ
حبَّاتُ الرملِ
نَسغَ اللهفة.
البياضُ،
كثيرًا... بَعدُ
قليلًا... قَبلُ،
يُحاكي العتمة
ويحكي الرماد.
ـ 9 ـ
العقيقُ
انفرطَ
قبلَ انكسار
القلادة.
لَيس حنينًا،
إلى رملٍ
لم يَصُن حبَّاتِه،
قد لا تغفِرُ
المرآةُ
يُتمَ الوِلادة.
الوردُ
وهو يَحنو
على ذبولٍ
غافلهُ ببَلادة،
لا يُرخي أوراقَه
للسقوط،
بل يُمعنُ
في الانكفاء
... في الاحتراق
... وزيادة...
المغرب
روائيّة وأستاذة وباحثة جامعيّة من المغرب. ـ صدر لها: إنِّي وضعْتُها أنثى (رواية - 2015) ـ إيلافـ (هم) (رواية - 2014) - تحوّلات الرواية بين بنى التحديث وأنساق التراث (دراسة نقدية).