أستيقظُ باكرًا
أفكّر أنّ ما ينتظرُني كثيرٌ:
توزيعُ الهواء بين الكائنات
وتنظيمُ مرورٍ آمنٍ للشمس في رحلتها الأزليّة.
*
الأعشابُ على الضفّتين مازالت تحت وقع المفاجأة:
برزتْ برؤوسٍ صغيرةٍ تحت قشرة الجليد
وراحت تمازح الطبيعة؛
تمتحنها علّها غيّرتْ رأيًا
وساد شتاءٌ آخر.
*
لا طيرَ يحلّق في سماءات الصباح:
هدوءٌ كذاك الذي
في اليوم السابع للخلق!
الأشياء جميعُها موجودةٌ وغائبة،
مرسومةٌ بفظاظةٍ فوق نرجسيّة الوجود
معلّقة، لا تمتلك إلى الدوران طريقًا.
*
سأعود إلى النوم.
النومُ هروبٌ لذيذٌ من الأنا؛
هروبٌ جديدٌ من الوجود.
يكفي أن أغمضَ عينيّ لأكون الآخرَ؛
الآخرَ الأكثرَ جمالًا
*
يأتي الموتُ خفيفًا
أليفًا
كَحدٍّ يفصل بين السهلِ وصحاري الله.
أفكّر أنّي لم أولدْ بعد؛
لم أُكتبْ في سِفْرِ القتلى رقمًا فرديًّا ليلة أمس؛
لم تُنشرْ لي صورٌ بأحشاءٍ مثقوبة؛
لم أصحُ بعدُ من غيبوبة الموت نبيًّا
يصلُ اللهَ على جنح غمامة.
*
أصحو الآنَ من موتٍ جديد.
عيني اليسرى ثقبتْها رصاصةٌ تحت الحاجبِ المشوَّه؛
وذراعي اليمنى فُصلتْ عني
عند المرفق؛
وفمي ملؤه الدمُ.
*
يا سيّدي القاتل.. الحارسَ بوّاباتِ اللهِ في الظُلمة
امنحْني موتًا هادئًا!
لا تعبثْ بي وأنا جثّة
يتصيّدها الطيرُ فوق أرصفة البلدة القديمة!
جرحي مازال حيًّا
مازال دمي على الرصيف ينبض
ويدي تؤلمني كما كانت تؤلمني قديمًا؛
قديمًا حين كنتُ أمسك قلمًا وأكتب:
عاش الوطن!
مونريال