بعدَ أن يئستُ
من إيجاد حرفٍ جديدٍ
أُضيفهُ إلى هذه الأبجديّة،
صارَ شغليَّ الشّاغل
وضعُ نقاط تفتيشٍ
عندَ مخارج حروفها،
فالطغاةُ
يعملونَ ليلًا ونهارًا
على تهريب الحبّ منها.
***
لا أعرفُ
من أينَ تؤكلُ الكتف
أو الذّراع
أو حتّى الأصابع،
لكنني أعرفُ جيدًا
كيفَ تؤكلُ الأظافر
وقد ساعدني في ذلك
كلّ مَن عرفتهم.
***
بلفافة تبغٍ على الرّيق
أبدأ غُربتي
كلّ صباحٍ
أصنعُ بدخانها حلقاتٍ
تعقدُ شَعرها
المُسترسل أبدًا
في حديثه
ليصبحَ سوطًا
يجلدُ ظهرها العاري
كلّما رفعتْ
إحدى قدميها عن قلبي .
***
البَردُ يأكلُ أطرافي
وأنا في حاجةٍ ماسّة
إلى شيءٍ ألبسهُ،
معطفًا
حذاءً
أو حتّى تُهمة .
***
أنتِ جميلة
والكلُّ يشهدُ بذلك
البقّال
والفرّان
ومازورةُ الخيّاط ،
أنتِ جميلة
لا جدالَ في ذلك
لكنّهُ الشّعر
يومٌ لكِ
وبقيّةُ الأيام لغيرك.
***
في خِضمّ الأحزان
التي تلتفُّ حول عُنقي
كحبل مشنقةٍ،
كي أنجو؛
كانَ عليَّ أن أدوسَ
على حُبّك
ولم أفعل.
السلميّة
نجد القصير
شاعر من السلميّة، سوريا. نشر في العديد من الصحف العربيّة، وفي مجموعات شعريّة مشتركة.