كاتبة من لبنان، حائزة شهادة في العلوم السياسيّة من الجامعة اللبنانيّة. أمّ لولدين.
أَندَسُّ في سريري الباردِ ليلًا، مردِّدةً همسًا كلَّ ما حفظتُه من القرآن الكريم. وحين لا تسعفُني ذاكرتي، ألجأ إلى زاويةٍ دافئةٍ تحت غطائي، وأحاولُ أن أفتّشَ على صفحات الإنترنت في هاتفي النقّال عن السُوَر القرآنيّةِ المكتملة. الشبكة ضعيفةٌ جدًّا. لذا، أرفعُ الهاتفَ خارج اللحاف عاليًا، أميلُه يمنةً ويسرةً، علّي ألتقطُ إشارةً أقوى. يَصْعقُني البردُ مجدّدًا. هنا لا شبكة انترنت، ولا تدفئة. فقط بردٌ قارس. هنا، حيث أنا، في منطقةٍ نائيةٍ من جبالِ الهمالايا.
ألجأ إلى الاستغفار. أريدُ أن أؤكّدَ لله، جَلَّ جلالُه، ولنفسي، أنّه وحده ربّي، وأنّني لا أُشْرِكُ به أحدًا. وتلك فكرةٌ تملّكتْني بعد أن قضيتُ النهارَ بطوله، وجزءًا من الليل، وأنا أردِّد مع مدرِّب اليوغا تراتيلَ وأدعيةً روحانيّةً هندوسيّةً قبل الدروس. وفي ختام كلّ درس، كنّا نضمُّ كفّيْنا إلى القلب ونحني جسدَنا إلى الإله، مقدِّمين إليه الشكرَ. والإله له تمثالٌ نحاسيّ، موضوعٌ في زاوية صالة التدريب!
إنّه الشعورُ بالذنْب إذًا.
وبهذا الشعور بدأتْ رحلتي إلى الهند. لكنّها لم تنتهِ كذلك.
***
الهند.
رحلةٌ فكّرتُ فيها مطوَّلًا، وخطّطتُ لها قليلًا. وكالعادة، عندما أحتارُ بين قراريْن، أرمي بنفسي في قلب التجربة.
أدينُ بسهولةِ السفر، من دون تأشيرات، لجوازي الأجنبيّ. ولكنْ، في هذه الرحلة تحديدًا، كنتُ أعوِّل على أصولي اللبنانيّة لتخطّي جانبٍ من التجربة. فنشأتي في لبنان قد تمنحني مناعةً ضدّ التلوّث والأوبئةِ والضجّةِ المتوقّعة في الهند. كنتُ أحسب أنّني سأكون أكثرَ احتمالًا لذلك كلّه من الفتيات الأوروبيّات الأربع اللواتي شاركن في الدورة. وكنّ، جميعًا، قد عزمنَ على قضاء شهرٍ كاملٍ في مركز تدريبٍ مكثّفٍ لليوغا، وعلى التخرّج بعدها مدرِّباتٍ.
رتّبتُ أموري وحجوزاتي خلال يوميْن. لكنْ، ما إنْ وطئتْ قدمي مطارَ دلهي، حتى قرّرتُ العودة.
فلقد جثمتِ الهندُ بأكملها على صدري. ولأوّل مرة أدركُ أنّ للسعال لونًا، لونًا أسودَ. كمّيّةٌ لا توصَف من التلوّث خارج نافذة مطار دلهي، ترى ضبابَه جاثمًا على الأرض، ملتحفًا كلَّ شيء. أمّا في داخل المطار، فتَشْعرُ أنّ أجهزةَ التهوئة موصولةٌ مباشرةً بعوادم المصانع والسيّارات والآليّات. تلوّثٌ يأكل بشرتَكَ، نفَسَكَ، بل نظرَكَ أيضًا: إذ ثمّة غشاوةٌ تتوسّط بينك وبين أيّ شيءٍ تنظر إليه.
في الخارج تصمّ أذنيْكَ أبواقُ السيارات. ملاحقةُ الباعة. حِيَلُ الأطفال في الاستجداء وكسْرِِ القلوب. الأوساخ ُعلى الطرق. الكلابُ المشرَّدة. الأبقارُ المقدَّسة السارحة في كلّ شبرٍ حولي، وفضلاتُها الثمينةُ منتشرةٌ بين خطواتي.
نعم، في الهند، فضلاتُ الأبقار ذاتُ قيمةٍ معنويّةٍ ومادّيّة. وهناك يستعملها كثيرون، بعد مزجِها بالتبن وتجفيفِها في الشمس، للتدفئةِ والمواقدِ والاحتفالاتِ الدينيّةِ والأبخرة.(1) وأمّا بولُها فيُشرب للشفاء من أمراضٍ مستعصيةٍ عدّة. وهذا البول حاصلٌ على براءة اختراعٍ مصدَّقةٍ في أميركا، لِما قد يحملُه من خواصَّ في محاربة الالتهابات والفطْريّاتِ، بل في محاربة السرطان أيضًا على ما يُشاع.(2) كما يَنْشط بيعُ فضلات البقر في الهند على الأمازون وغيرها، ويصل سعرُ الكيلو إلى أربعة دولاراتٍ أميركيّة.(3)
أتساءل منذ البداية: كيف لي أن أجدَ السلامَ الداخليَّ في مكانٍ كهذا، وأنا غيرُ قادرةٍ على إيجاد السلام مع الخارج؟!
***
قضيتُ الأسبوعَ الأوّلَ وأنا أفكّرُ جدّيًّا في العودة. لكنّني قاومتُ فكرةَ الانسحاب، واعتبرتُها نابعةً من ضعف تأقلمي مع بيئاتٍ مختلفة.
كانت كلُّ تلك العوامل الخارجيّة تؤثّر سلبًا في نفسيّتي. لكنّني كنتُ، كالعادة، أشاورُ ذاتي: أنتِ، خلافًا للفتياتِ الأربع، لا تريدين أن تمتهني تدريبَ اليوغا أصلًا؛ لذا فإنّ عدمَ إكمالِك الدورةَ لن يُعَدَّ انسحابًا.
غير أنّ الإيغو لا يلبث أن يسألَني مستنكِرًا: "وهل أتيتِ كلَّ هذه المسافة ولا تحتملين البقاء فترةً قصيرةً؟!"
لم أكن مرتاحةً في المركز. فغرفتي مليئةٌ بالرطوبة، وباردةٌ جدًّا. وقد واجهتُ مراوغةً ومماطلةً من الإدارة عندما طلبتُ تغييرَها. وبعد طولِ متابعة، غيّرت الإدارةُ غرفتي، وأعطتها الفتياتِ اللواتي "رضين التحمُّلَ والصبرَ" خيارًا في هذه التجربة، بحسب تعبير صاحبِ المكان! عندها تساءلتُ عمّا يجعلهنّ "يرضين التحمّلَ والصبرَ،" مع أنّ حقَّهنّ مشروعٌ في الحصول على غرفة أفضل.
كاد الإيغو أن يوسوسَ لي: "لأنّهن أقدرُ منكِ." لكنّني أخرستُه هذه المرّةَ. وبعزمٍ، ردَدْتُ على صوته داخلي: "أنا هنا أصلًا كي أصْمِتَكَ!"
أنا هنا كي أُصْمت الإيغو
كان رأسي ضجيجًا من الأفكار والأفكار المضادّة. وكنتُ أحتاج إلى التمييز بين صوتِ الإيغو وصوتِ روحي. ولي الخيارُ بعدها.
لم تكن هذه المهمّةُ سهلةً، لكنّها تستحقُّ الجهدَ. فالتنشئة في مجتمعاتنا مبنيّةٌ على تغذية الإيغو، وعلى تقديرِ النفس من خلال مقاييسَ بعيدةٍ عن روحنا. فـ"الآخر،" بحسب هذه التنشئة، أساسٌ في حياتنا كي تكتملَ صورتُنا؛ أي إنّ الحاجةَ إلى كسب إعجاب الآخرين و"إبهارِهم" طريقٌ سريعٌ لبلوغ الرضى داخلنا، ولتحقيق سكينتنا المؤقّتة، كما علّمونا.
هكذا فقدنا ذاتَنا وروحَنا، إلى درجة أنّنا حين نقف أمام المرآة نرى وجوهَنا ولكنّنا لا ندرك هويّتَنا، فنسأل: مَن أنا حقًّا، وماذا أريد؟
سؤالٌ قد تَسْهل إجابتُه على طفل، ولكنّها تصعب على بالغ. فالطفل لم يُلقَّنْ، أوّلَ نشوئه، أن ينصاعَ إلى إرادة الآخرين، وإلى إسقاطاتِ المجتمع والتقاليدِ والموروثات. والأهمّ أنّه لم يُلقَّنِ الأحكامَ المسبَّقة. ولهذا فإنّه يدركُ ماذا يريد، ويعرف مَن يحبُّ وما يُحبّ، وما يفرحُه وما يزعجُه. الطفل مرآةٌ لمشاعره. أمّا البالغُ أو الراشد، فقد أُلقيتْ على وعيه غشاوةٌ تَحُولُ دون إدراكه روحَه؛ لقد أصبح البلوغُ فخَّ الروح.
***
وُفِّقتُ في اختيار المعهد، وذلك في مدينة ريشيكش، مسقطِ رأسِ اليوغا، ومركزِ انطلاقتها إلى العالم.
تقع ريشيكش عند أقدام جبالِ الهمالايا. يخترقها نهرُ الغانج المقدَّس لدى الهندوس، حيث تُطهَّرُ الذنوبُ عند الاغتسالِ فيه. وهنا أيضًا يُلقى رمادُ الموتى؛ فهؤلاء لا يُدْفنون، بل يُحرَقون، ويتحوّلون رمادًا. وبذلك يجري التيقّنُ من تحرّر الروح كلّيًّا من الجسد والمادّة.
لا يناقض فرطَ العشوائيّة في هذه البقعة إلّا فرطُ الجمال في طبيعتها أينما التفتَّ. ويزيدُها حلاوةً روحُ مواطنيها وسيّاحِها الآتين من كلّ أنحاءِ العالم.
وفي موازاة فائضِ الفقر، تجد فائضًا من الرضى. الفرح هنا لا يحتاج إلى أدواتٍ و"إمكانيّاتٍ" و"مسؤولين." وهذا مفهومٌ لعلّك سمعتَ به كثيرًا، ولكنّكَ لن تتعرّفَ إليه حقًّا إلّا هنا، بل ستراه يسير على قدميْن، وأحيانًا بلا قدميْن أيضًا: فثمّة أناسٌ في هذا المكان يتغلّبون على فقرهم ومحيطِهم وجسدِهم... بقلوبهم فقط.
هنا ترى "اللهَ" في كلّ مكان
الهند هي أحدُ البلدان المتطرّفة في مظاهر غياب العدالة الاجتماعيّة: فهي تحوي أغنى أغنياء العالم، وكذلك أفقرَهم. وفيها أعلى سلوكيّاتِ البذخ، وأقسى حالاتِ الموت جوعًا على قارعة الطريق. لكنّك هنا ترى "اللهَ" في كلّ مكان. وتعي أنّ كلَّ الطرق الخيّرة تؤدّي إليه، وأنّ كلَّ الاعمال الحسنة تصبّ في سبيله.
وحدها هذه العلاقةُ هي التي تخلق الرضى والامتنانَ الحقيقيَّ داخلك.
في الهند، كما لدى جميع الديانات والحضارات، وكذلك لدى غير الدينيّين والعَلْمانيين، هناك توجُّهٌ دائمٌ إلى قوّةٍ خارقةٍ في حياة المرء، أيًّا كانت نشأتُه ومعتقدُه. قد تختلف طريقةُ صلتنا بهذه القوّة، وطريقةُ صَلاتنا لها. وقد يختلف اسمُها بين شخصٍ وآخر. لكنّ الهدفَ الأساسَ واحد: وهو يتجلّى عندما نكون في حضرتها، وعندما نعيش على صلةٍ بها داخلنا، كي نرتقيَ بذاتنا إلى أفضل حالاتها.
أنا المُسْلِمة ولادةً ونشأةً، والمنتمية طوعًا واختيارًا إلى كلِّ ما يؤدّي إلى الله تعالى، أُحبُّ كلَّ السائرين نحو نوره، وإن اختلفت التسمية. فمصدرُ النور واحد. والصلاةُ ليست مجرّدَ ركوعٍ وسجودٍ وتلاوة، بل هي اتصالٌ روحيٌّ بالنور أساسًا، من أجلنا، كي نصبحَ في أحسن صورنا و"في أحسنِ تقويم."
***
يمرّ شهر.
أُكمِلُ الدورةَ، وأتخرّج مدرِّبةَ يوغا، خلافًا لما كنتُ أريده أوّلَ انخراطي في المعهد.
أحزمُ حقائبي. وجهتي التالية: بالي، أندونيسيا.
أُكمِلُ الدورةَ، وأتخرّج مدرِّبةَ يوغا، وأحزم حقائبي إلى أندونيسيا
يُصِرُّ مديرُ المركز على إقامة حفل التخرّج أبكرَ من موعده كي يتسنّى لي حضورُه قبل مغادرتي في اليوم نفسه. وتوصي زوجتُه سائقَها الخاصّ بإيصالي إلى المحطّة النائية، التي سأستقلُّ منها باصًا متّجهًا في الليل إلى دلهي.
لم أفهمْ قلقَ المرأة عليّ إلّا بعد ما شهدتُه من مصاعبَ على الطريق. وفهمتُ أنّني متطرّفة ومتناقضة، في استكانتي تارةً، وفي مخاطرتي تاراتٍ كثيرةً بما أرمي نفسي إليه.
فما كان يُفترض أن يكونَ محطّةَ باص في إحدى قرى الهمالايا النائية لم يكن سوى دكّانِ سكاكر يَصْدف أن يتوقّف الباصُ جانبه. وقد قرّر صاحبُ هذا الدكّان أن يزيدَ أرباحَه، فأعلنَ على الإنترنت عن إمكانيّة بيع وحجز التذاكر للمسافرين عنده.
هكذا انتهى بي الأمرُ جالسةً على كرسيّ صاحب الدكّان في انتظار وصول الباص!
***
لا أحد يتكلّم الإنكليزيّةَ في هذه البقعة، وأنا لا أفهم لغتَهم.
أحافظ على جأشي، بينما عيونُهم تتفرّج عليّ كأنني عنصرٌ غريب. ينظر الرجالُ إليّ ويبتسمون. وكلّما مرّت امرأةٌ، وقفتْ تتفحّصني.
حاولتُ ان أتلهّى مع الأطفال بملاعبتهم؛ فوحدهم يتواصلون بلغةٍ عالميّة، وينقلون إليكَ لحظاتِ أمانٍ بضحكاتهم العفويّة التي تخبرك أنّ باستطاعة الأمور أن تكون على ما يُرام.
كنتُ كلّما توجّستُ سوءًا أتّصلُ بصديقٍ هنديّ كي يكلّمَ صاحبَ الدكّان ليحرصَ على أنّ الرحلة لن تفوتَني، وليؤكّدَ حجزي في كابين الباص الفاخرة، التي ستقدِّم إليّ سريرًا لراحتي خلال الرحلة.
لم تفُتْني الرحلة؛ فقد وصل الباص واستقللتُه واتّجهتُ إلى كابيني. لكنّني أكتشفتُ أنّ الكابين "الفاخرة" ليست سوى رفوفٍ متراصّةٍ على الجانبيْن، يفصل ممرٌّ بينها، وعلى كلّ رفٍّ فرشةٌ للنوم وغطاءٌ. جانبُ الكابين مفصولٌ بشباكٍ وستارةٍ للهدوء والخصوصيّة.
ابتلعتُ ريقي ودخلتُ، أو بالأحرى تسلّقتُ الرفَّ الخاصَّ بي. استلقيتُ وأغلقتُ الستار الفاصل. وإذا بي في مكانٍ يشبه التابوتَ تمامًا!
هاتفني بالصدفة، بعد لحظات، أحدُ الأصدقاء من لندن، وهو رجلٌ - بحكم عمله - ملمٌّ بأمورٍ كثيرة، وله علاقاتٌ ببلدانٍ عدّة. فرحتُ، واعتبرتُ ذلك إشارةَ دعمٍ وأمان. بعثتُ إليه صورةً من "تابوتي،" وأشركتُه بخريطةِ وجودي ومساري طوال الرحلة، مباشرةً على الهواء، كي يتعقّبَني. فمَن يدري ما قد يحلُّ بي حتى أبلغ وجهتي؟!
وصلتُ فجرًا بسلام. ولكنّ الأمور لم تسِرْ كما أحببتُ في دلهي. لذا كان أوّل ما فعلتُه عند بلوغ غرفتي هو إلغاءُ حجزي إلى اندونيسيا والعودةُ إلى بيروت... وفي البال أن أعودَ إلى أندونيسيا بعد تخطيطٍ أفضل.
***
أعود من الهند إلى بيروت وقد تعلّمتُ الكثير. جزءٌ منه تعلّمتُه هناك، وجزءٌ آخر أدركتُه بعد عودتي، وأجزاءٌ أعي أنّني سأكتشفُها بعد حين. فما نتعلّمُه قد ندركُه بعد وقت، فنعيدُ اكتشافَ الماضي بعيونٍ مختلفة، ونُبْصر ما لم نبصرْه حينها.
تمرّ سنةٌ، وأتّجه نحو أندونيسيا. وهناك، أمرُّ بتجاربَ أُخرى.
وما بين الرحلتيْن، وبعدَهما، أجدُ أنّ أفضلَ ما تعلّمتُه هو السفرُ داخل نفسي.
غوصٌ، وتصالحٌ، وحبٌّ، وإبحارٌ ذاتيّ: ذلك كلُّه يُغْنيني عن الأماكن وخرائطِ السفر، ويجعلني أدركُ - يومًا بعد يوم - أنّنا نحن مَن نَصْنع أماكنَنا وحالاتِنا ونورَنا وظلمتَنا.
قد لا نَفهمُ ظلمَ البشر أو ظلامَهم. المهمّ أن نكتشفَ النورَ في داخلنا، وأن نتّصلَ به كي يشعَّ ألقُنا، فنتّقي الظلمات. وفي لحظات الضعف، سندري كيف نعالج النفسَ بمزيدٍ من النور... ومزيد من الصلة .. ومزيدٍ من الصلاة .. ومزيدٍ من الله!
(يتبع)
أندونيسيا
1- https://nypost.com/2015/12/28/cow-dung-patties-selling-like-hot-cakes-online-in-india/
https://innovareacademics.in/journals/index.php/ijcpr/article/view/15268...
3- https://www.google.com/amp/s/www.cbsnews.com/amp/news/why-cow-dung-patti...
كاتبة من لبنان، حائزة شهادة في العلوم السياسيّة من الجامعة اللبنانيّة. أمّ لولدين.