(ملفّ من إعداد: سماح إدريس، وشوقي عطيّه، وعبادة كسر، وعلي خليفة)
ورقة خلفي!ة من إعداد: علي خليفة
خلّفتْ جائحةُ الكورونا آثارًا عميقةً على التعليم: فعلّقتْه في بعضِ البلدان التي أنهت العامَ الدراسيَّ، أو قلبتْ نظامَه رأسًا على عقِب في البلدان التي عملتْ على التأقلمِ مع الوباء في ظلّ ظروفٍ مستجدّة. كما طرحتْ إشكاليّاتٍ كبيرةً، إذ طغت إلزاماتُ النظام الصحّيّ وحدودُه على سائر الأنظمة الاجتماعيّة، ومنها نظامُ التعليم وحركةُ الاقتصاد بمختلف قطاعاته الإنتاجيّة. وكلُّ ذلك يحتِّم التساؤلَ عن التخطيط مستقبلًا، وأولويّاتِ التنمية وشروطِ استدامتها.
التعليم في زمن الكورونا مضطربٌ، وفاقدٌ مناعتَه التي لطالما حصّنتْه على مستوى سلطة القرار، وفي وضْعيّته الاجتماعيّة تجاه الفاعلين الاجتماعيّين والتربويّين، وفي ما يسود العمليّةَ التعليميّةَ-التعلّميةَ في المدرسة وخارجها.
المحور الأول المقترح لمقاربة "التعليم في زمن الكورونا" يتطرّق إلى موقع نظام التعليم وسط بقيّة الأنظمة السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة: كيف أثّرتْ إلزاماتُ النظام الصحّيّ في نظامِ التعليم تحديدًا؟ كيف تعاملتْ معه السلطاتُ الرسميّة؟ هل قام أصحابُ القرار التربويّ باتخاذِ ما يَلْزم من إجراءاتٍ متوافقةٍ مع ما يتطلّبه التعليمُ من ظروف، أمْ أنّهم قدّموا اعتباراتِ الصحّة (وفق اختلاف التقديرات حول دواعيها) على ما عداها؟ وما كانت نتيجةُ ذلك على السلّم التعليميّ، قلبِ نظام التعليم، أيْ على مدّةِ التعليم ومراحلِه ومحدِّداتِ نوعيّته وأنواعِ التقويم وشروطِ الترفيع؟ ماذا عن التسرّب (المقنَّع؟ المحتمل؟)، وكيف سيجري التعاملُ معه، وما هي نتائجُه على المدييْن المتوسّط والبعيد؟
المحور الثاني يتطرّق إلى استدعاء أدوات التكنولوجيا ووسائطِها من أجل تقديم نمطٍ جديدٍ في التعليم والتعلّم. فما كانت ظروفُ التعليم/التعلّم عن بعد؟ وما كانت صعوباتُه ونجاحاتُه؟ هل يمكن، فعلًا، التعليمُ والتعلّمُ خارج المدرسة؟ وماذا يمكن أن تقدِّمَ لنا بعضُ التجارب الفرديّة من إضاءاتٍ على الأمر؟ وماذا عن التجارب المؤسّساتيّة: قصصِ النجاح وحدودِه؟ وماذا عن أنماط التعلّم الأخرى، كالتعلّم المنزليّ على سبيل المثال؟
المحور الثالث يتطرق إلى اقتصاديّات التعليم في زمن كورونا: بمَ يلتزم أولياءُ أمور المتعلّمين من نفقاتٍ تجاه المدرسة، ومن أجل تأمين أدوات التكنولوجيا ووسائطِها، في ظلّ ظروفٍ اقتصاديّةٍ خانقة؟ بمَ يلتزم أصحابُ المدارس تجاه حقوقِ الأساتذة ومستحقّاتِهم وأوضاعِهم الوظيفيّة وما يلحظه القانونُ من موجباتٍ حيالها؟ ما دورُ لجان الأهل، وروابطِ المعلمين ونقاباتهم؟
المحور الرابع يتطرّق إلى مستقبل التعليم ما بعد كورونا. فقد عمدت الدولُ والمؤسّساتُ التعليميّة إلى اختزال (أو إلغاء) أقسامٍ ليست بالصغيرة من برامجها التعليميّة. وعاد إلى الواجهة التمييزُ ما بين "موادَّ أساسيّةٍ" (هي في أغلبيّتها موادُّ علميّةٌ تامّة)، و"موادَّ ثانويّةٍ" (هي الإنسانيّاتُ والفنون). هنا نصبح أمام سؤاليْن:
أ - ما لزومُ الموادّ التعليميّة في حجم مناهجها الحاليّ إنْ كان يمكن اختزالُها (أو إلغاءُ) أقسامٍ منها، واعتبارُ المتعلِّم قد حقّقَ بعد ذلك أهدافَ التعلّم، خصوصًا أنّنا في عصرٍ ينبغي تدريبُ المتعلِّم فيه على تقنيّات التعليم، لا تلقينُه المعلومةَ في ذاتها بعد أن باتت متوافرةً آنيًّا وأبدًا؟
ب - ما مدى صوابيّة تقسيم الموادّ وفق ما هو شائع؟ من قال إنّ الحساب والفيزياء أهمُّ من الفلسفة والرسم أو الرياضة أو الأدب؟
شارك في القسم الأول من الملفّ (ألفبائيًّا): ثناء سليم الحلوة، رائد محسن، رلى الجردي، شبل بدران، علي خليفة، مايا مجذوب، محمّد خضير، نعمة نعمة، هالا عواضة.
لقراءة الملف، أنقر هنا.
