جفَّتْ دماء الورد
18-03-2016

 

جفَّتْ دماءُ الوردِ

صار مسطّحًا بين الدفاتر

فارغًا إلّا من الذكرى

وممتلئًا بماضٍ يحجبُ الحاضر

ويصحو في سؤالي مرَّةً أخرى.

 

جفَّتْ وعودُكَ يا حبيبي كالورود،

جفَّتِ الأيامُ بعدكَ

هل تعود

لتنفض الأحزانَ عن قلبي

وتوقظَ فيَّ وعدكَ

كي نمدَّ لنسلنا

وبنسلِنا حبلَ الخلودْ؟

 

حبِّي، أتذْكرُ ليلَ غربتنا الأخير،

والشمعُ يبكي فرحةً

والوردُ سيِّدُ ليلنا

يزهو وينسى في دماءِ المزهريَّةِ

ما يخبِّئُه المصير؟

في ليل غرفتنا... تحدَّثنا قليلا

ثمَّ غنَّيْنا وأصغينا..

إلى شكوى السرير

ـــ أنَّتْ مفاصلُه ـــ

وراقبنا الملابسَ إذ تطير؛

كانت ترفرفُ دونما معنى

فلم نأبهْ لفوضاها

فقد كنّا نسير

نحو اشتهاءاتِ الهوى

ببراعةٍ متشابكيْنِ ونستجير

بعناقنا من لسعِ شهوتنا

ومن وجعٍ مثير

كالسيفِ يغمدُ في جنوب الخاصرة.

 

في ليلِ غرفتنا الأخير

لم ننتبهْ أبدًا

إلى وشمٍ يطرَّزُ في سماء الذاكرة.

          ***

جفَّتْ دماءُ الوردِ

أصبحَ ذابلًا مثلي

وهَشًّا، قابلًا للانكسار

كقلبيَ المتعب.

تعبْتُ أنا

وأتعبني هواكْ

قلْ لي: أَلَم تتعبْ؟

أما صاحبْتَ غيري؟

أما مالتْ خطاك

ليلًا لتغرقَ في خمائلِ عريِها؟

قل لي ولا تغضبْ...

فمثلَكَ قد هربتُ أنا

إلى رجلٍ سواكْ؛

حاولتُ أن أنساك

يا تعبي الجميلَ بحبِّهِ

لكنَّ قلبي ظلَّ دومًا...

في ملامحهِ يــــراكْ.

المغرب

طارق بكاري

روائيّ وشاعر من المغرب. حائز إجازة في اللغة العربيّة. نشر مقالات وقصائد في صحف ومواقع مختلفة. نشر رواية نوميديا ( 2015).