عينٌ ناقصة
29-07-2018

 

 

لا يرتدي العاشقُ غيرَ ثوب النار!

يجلس في بيته يراقب العتمة؛

لا يراه الناس العابرون أو  المقيمون.

تعالي نصنع شيئًا قديمًا؛

نجمع البرقوقَ عن شجرات الجيران ــ ــ

أحفُّ وبرَه،

و أنتِ تشكّينه كعيون النمور،

كالخرزِ المنظومِ حول عنقِِ مهرة.

أقراصُ عبّاد الشمس التي جفّفناها بدايةَ موسمِ الهجرة

كانت تبتسمُ لعصفوريْن دوريّيْن يشربان من مائنا،

ينامان في سقف بيتنا الطينيّ ــ ــ

في العشّ الذي تحمينه من القطط الكثيرة .

تركنا الحقولَ عائديْنِ إلى النوم في الظهيرة

كانت الإوزّاتُ و الأرانبُ و الكلب تتبعُكِ

حفيفُ ثوبكِ في الريح يسمعه هدهدان عطشانان

بجناحيْن كستائر شبّاكنا المقلَّمة

يحطّان قرب زيتونةٍ كسيحة.

 

***`

عصرًا, رمينا دوائرَ البرتقال المقشّر و نحن نشرب قهوتَنا

فظنّ الجيرانُ أنّ الشمس غربتْ،

فخرجوا مسرعين إلى المصاطب 

يلقطون من عين الشمس الناقصة... طلقاتِ القنّاصة!

كندا

يونس عطاري

شاعر فلسطيني مقيم في كندا.