كورس لأمّهات الشوارع*
03-02-2016

(Coro de las madrecitascallejeras)

Carlos Fuentes (كارلوس فوينتيس)

(ترجمة: محمد منصور)

 

وضعَت إكيسيتا مولودَها في الشارع

نصفُ الفتيات في الشارع حوامل

بين الثانية عشرة والخامسة عشرة من العمر

أطفالهنّ بين حديثي الولادة والسادسة من العمر

محظوظاتٌ كثيراتٌ يُجهضن بسبب تعرضهنّ للضرب

يخرج الجنينُ صارخًا من الخوف:

 

هل الأفضل أن أكون في الداخل أمِ الخارج؟

لا أريد أن أكون هنا، ماما

من الأفضل أن ترميني في القمامة يا أمّي

لا أريد أن أولد وأكبر أكثر غباءً كلّ يوم

بلا حمّامٍ ماما، بلا طعامٍ يا أمّي

بلا غذاءٍ سوى الكحولِ يا أمّي، بلا ماريوانا ماما

 كارلوس فوينتيس (2012-1929):

كاتب مكسيكيّ. حاز جائزة سرفنتيس والجائزة الوطنيّة للآداب في المكسيك و"جائزة الحضارة اللاتينيّة" الأولى. من مؤلفاته: عرش النسر وموت آرتيريو كروز.

التربانتين**

يا أمّي، الصمغ يا أمّي، الإسمنت يا أمّي، الكوكايين يا أمّي

 البنزين يا أمّي

 ثدياك ينضحان بالبنزين يا أمّي

أبصق لهبًا من الفم الذي رضع من أمّي

من أجل بضعة قروش يا أمّي

على تقاطع الطرقات يا أمّي

فمي مليء بالبنزين الذي رضعتُ يا أمّي

فمي المشتعل احترق

 أضحَت شفتاي رمادًا في سنّ العاشرة

كيف تريدينني أن أحبّني يا أمّي؟

أنا لا أكرهكِ

أنا أكرهُ نفسي

أنا لا أساوي خَراءَ كلبٍ يا أمّي

أنا أساوي فقط ما تصنعه قبضتاي

قبضتان للعراك قبضتان للسرقة قبضتان للطعن يا أمّي

إنْ كنتِ لا تزالين حيّة يا أمي

إنْ كنت لا تزالين تحبينني ولو قليلًا

مُريني رجاءً أن أحبُّني ولو قليلًا

أقسم إنّي أكرهني

أنا أقلّ من قيْء كلب، خراءِ بغل، شعرةٍ على مؤخّرة صندل مطّاطيّ

 منبوذ، خوخةٍ عفنة، قشرة موزٍ سوداء

أقلّ من تجشّؤ سكّير

أقل من ضرطةِ شرطيّ

أقلّ من دجاجةٍ بلا رأس

أقلّ من قضيب رجلٍ متشرّدٍ عجوز

أقلّ من مؤخّرةٍ هزيلةٍ لعاهرة

أقلّ من بصقة تاجرِ مخدّرات

أقلّ من مؤخّرةٍ حليقةٍ لقردٍ في حديقة الحيوان

أقلّ من أقلّ ماما

لا تتركيني أقتل نفسي وحيدًا

قولي لي شيئًا يجعلني أحسّ بأني ديّوث مقيت

اِبنُ عاهرةٍ سيّئ حقيقيّ

مدّي لي يدًا كي أخرج من هذا يا أمّي

محكوم بلعنة هذا للأبد يا أمّي

اُنظري أظافري سوداءَ حتى الصميم

اُنظري،عيناي مطبقتان ملتصقتان بالعماص

اُنظري شفتاي متقشّرتان نيّئتان

اُنظري المخاط الأسود فوق لساني

اُنظري المخاط الأصفر في أذنيّ

اُنظري سرّتي خضراء منتفخة

أمّي أخرجيني من هنا

ماذا فعلت كي أنتهي ههنا؟

حافرًا قاضمًا خادشًا باكيًا

ماذا فعلتُ كي أنتهي ههنا؟

إيكيسسسسسسسسسسسسسيتا .

 

"todas las familiasfelices",Alfaguara ,2006 -Madrid* من كتاب:

 "عائلات سعيدة" وفيه 16 قصة قصيرة تلي كلًّا منها قصيدةٌ.

 ** التربانتين أو الثنر: مادة كيميائيّة تستعمل لتخفيف الطلاء، ولها تأثيرمخدِّر (كما صمغ الأخشاب)، تُستنشق من وعاء كعلبة الصودا أو كيس من الورق أو البلاستيك، استعمالها شائع بين اطفال الشوارع وفتيانها.

 

محمد منصور

كاتب ومترجم فلسطينيّ، يقيم في لبنان.