نقلها عن الفارسيّة: فاروق نجم الدين
یشمّون فمَك
مخافةَ أن تكونَ قد قلتَ "أُحِبُّك"
ويجُسّون نبضةَ قلبِك.
يا له من زمنٍ غریبٍ یا مَلاكي!
یجلدون الحبَّ بالسیاط
بجانب العمودِ الحائل ...
فلا بدّ إذنْ من إخفاء الحبِّ في جُحور البيوت.
في مأزق البردِ الملتوي
يُضْرمون نارًا وقودُها أنشوداتٌ وتغاريد.
لا تخاطرْ يا مَلاكي، في زمنِ العجائبِ هذا، بأيّ لونٍ من ألوان التفكير؛
فطارقُ الباب في هذا الليلِ الحالكِ جاء ليُخمِدَ الضياءَ
ولا بدَّ من إخفاءِ النور في جُحور البيوت!
الجزّارون مرابِطون على مفترقِ الطرق
يرفعون سواطيرَ داميةً فوق مصطباتٍ خشبيّةٍ ضخمة
إنّه زمنُ العجائبِ يا مَلاكي.
يقتلعون البسمةَ من الشفاه
والأغنيةَ من الأفواه.
لا بدّ من إخفاء الأشواق في جُحور البيوت.
عصافيرُ الکناري تُشوی على نارٍ وقودُها الياسمینُ والزنبق.
يا له من زمنٍ رهيبٍ يا مَلاكي!
ترى إبليسَ ثمِلًا يحتفلُ بنشوةِ الانتصار على مائدة عزائنا.
ولا حيلةَ لنا سوى إخفاءِ الربّ في جُحورِ البيوت.