قصائد

  الصبحُ أَجملُ بين ذراعيْكَ.           *** تُشعِلُني في مِرجَلكَ، كالزَّهرِ يتقطّر. لا أنا أحترِقُ، ولا أنتَ تـنطفِئ.           *** في عُرْيي، يكفيني أن تَكونَ لي الغِطاء.           *** أهمِسُ في أذُنِكَ بنصوصٍ ثلاثة. فتُرَتِّل: أحبُّكِ، أنتِ...
  أحْتمي بكِ الليلةَ، لعلَّ الوحشَ فيّ يَنام، ثم أَصحُو على التماعِ المرايا. ها الحقيبةُ امتلأتْ بالنَّدى، بمَجازِكِ المَنخُوبِ بالآهات.           *** أَحتمي بكِ الليلةَ لأَبُثَّ فيكِ شجني. لم تورِقْ، بعدُ، أَشجارُ الرَّام، ولم يَعُد يُغريني فيكِ...
                 1 الرّمادُ الذي في عُيونِ النّهارْ قادمٌ من هُبوبٍ سحيقْ. المدارُ، الذي صَدَّ وجهَ الكواكبِ عن مُبتغاها،  قَديمْ. منذُ عَصرِ السيوف أَخذنا القرارَ بنحرِ الشّروق، ولكنَّ أسيافنا عاجزة. الشُّروقُ بعيدٌ علينا لهذا نجا، والظَّلامُ نجا...
  يَعبر الإلهُ خالي الوفاض إلّا مِن أسفٍ، كطفلٍ شقيّ كَسَرَ بحذائه الرغيفَ المقدّدَ الأخير.           *** إلهَ الأحلام، يا ابنَ الليلِ والنوم، دع عجزَكَ جانبًا؛ ولليلةٍ واحدةٍ قبلَ الموت أضئْ شموعَ الحلم. لليلةٍ واحدةٍ قبلَ الموت اِسْقِ زهورَ...
    في عيد ميلادِكَ الخمسين، أذكّركَ، عندما كنّا ولدًا وبنتًا، باختباءاتِنا خلفَ الأشجار، بجلوسِنا تحت النوافذ بحجّة استراقِ الأحاديث.           *** في عيد ميلادكَ الخمسين، أذكّرك بريقِكَ الأول، وشفتيّ الطريّتيْن؛ بالدُّوارِ الذي انتابني وقتئذٍ،...
            مهاجرون   عبروا الغيبَ مُنهَكين. وصلتِ الأشجارُ قبلَهم، ومواءُ القططِ والطيور، والأضواءُ التي رأوْا وجوهَهم من خلالها في المرآة، والأحلامُ عبرتْ خفيفةً كريشة. حتّى الكوابيسُ عبرتْ، وما دوّنوه على دفاتر وكتبٍ وأبواب ـــ ما دوّنوه على...
  لا تسألْ كيف تعفّنت الثمره الدودةُ في أصلِ الشجره! لم يخترعْ "ترامب" البارود، ولم يكشفْ أسرارَ الذرّه. في زمنٍ يسبقُ زمنَ "ترامب" ويشبِهُه ساقتنا محكمةُ التفتيشِ إلى الموت، وكان دليلَ المحكمةِ علينا لونُ الشعر ولونُ البشرَه.           *** في بيتِ...
  مَنْ أنا لأقولَ لكِ "أحبّكِ"؛ في عُنقكِ مئاتُ العُشّاق ومثلهم مِنَ الخناجر في عُنقي .           ***  في الليل تخلعُ الأوطان بزّاتِها الرسميّة وقوانينَها الداخليّة وتعودُ وحيدةً كالقمر؛ لا شيء يؤنسها سوى تلكَ النجومِ المزروعةِ على الأكتاف لكنْ، من...
  حين يغفو الصبيُّ على زاملٍ* مُترَعٍ بالموات، ثمّ يصحو بلا عائلة؛ حين يكبُر قبل أوانِ شبيبته، قبل أن يستعيد عصافيرَ أحلامهِ وابتساماتهِ الآفلة؛ هل سيُجديك ــ حينئذٍ ـــ أن تحدّثَه عن جمالِ الحياة، وعن أملٍ في عيون البعيد؟! هل ستخبرهُ عن بريقِ...
  ضريح لا ضريحَ لك يا بلدَ الأضرحة لا بلاد.  في أيِّ احتدامٍ أردوْكَ قتيلًا وضعوكَ في ثلّاجةِ الموتى وما زال نبضٌ فيك؛ ما زال في وجهك ثمّة ملامح وفي قدميك دفءُ الخُطى. لا بلاد لك في تراتيلِ أحجارك يا بلد البعيدين لا سماء ولا أرض لا شيء غير أسماء...
  إلى الصديق أسعد محسن  عبرتَ مع موكب الذكريات إليكَ، تعثّرَ فيك الحُطامُ           *** وراءكَ غنَّى الرفاقُ الصهيلَ، وحولَكَ لم يستقرَّ المــَقامُ تغيَّرَ معناكَ، تفهمُ كيف يدُلُّ على المبهَمات الكلامُ دروبُكَ آخذةٌ في اقتفاء الحياة، ليبدأ منكَ...
  لم ننتبه سأقولُ للجارة المُعتمة إنّ حليبَها الأسودَ يبلّل بلوزتَها، وكلّنا نشمّ ذلك بوضوحٍ وقح، وإنّ رضيعها قد ردّته الحربُ سالمًا تمامًا على غيرِ ما ظنّ الأطبّاءُ المرتابون وعلماءُ النفس جميعًا.           *** كتبْنا منذ أن استدانَ ماركس ذو اللحية...
  قمرٌ يتوهّجُ بينَ الطينِ وبينَ الماء يتسلَّمُ أوتارَ الكونِ، على لحنِ الجِنّيّ المتواصلِ، والقطنُ الرابضُ في الصَّدرِ يُمارسُ كلَّ طُقوسِ الإِغواء: يَلوبُ على النهد الفيْروزيِّ، فأُقْتلُ دونَ دماءْ وأواري خَجلي. تتوضّأُ شمسُ ظَهيرتِنا في خَدّيْها...
  جفَّتْ دماءُ الوردِ صار مسطّحًا بين الدفاتر فارغًا إلّا من الذكرى وممتلئًا بماضٍ يحجبُ الحاضر ويصحو في سؤالي مرَّةً أخرى.   جفَّتْ وعودُكَ يا حبيبي كالورود، جفَّتِ الأيامُ بعدكَ هل تعود لتنفض الأحزانَ عن قلبي وتوقظَ فيَّ وعدكَ كي نمدَّ لنسلنا...
  الجازُ جُرْمٌ جامحٌ جَرسٌ...جُمانٌ... جَنّةٌ سفليّةُ الإيقاعِ... جبريلُ الذي خلعَ الغناءَ على هسيسِ العشقِ... جلجلةٌ... جنينٌ لفَّ حبلَ الصّوتِ حولَ أنينه المبحوح... أيقظَ أمَّهاتِ الكونِ من سَكراتِهنَّ. جماجمُ تعوي... جوادٌ فرَّ من ثقبِ القيامةِ...