قصائد

  في كهوفِ قصرِ الأخيار، يمكن لأيِّ شاعر أن يسائلَ الحجر: كيف اختفت هكذا أربعةُ قصورٍ يحرسُها الأخيار؟!       *** في كهوفِ قصرِ الأخيار، أيُّ شاعرٍ ـ ومهما كانَ سامقًا ـ بحاجةٍ إلى مخيّلةٍ مضاعفة ليسائلَ ذاتَ الحجر عن آخرِ نساءِ نوميديا  بعيونٍ...
             (1) لم أطأ، بعدُ، مرجَ بن عامر؛ فمازلتُ في انتظارِ هُدهديْن يحطّانِ تحتَ شجرةِ اللوز.              (2) كمْ سنبلةً لي بعدَ مرورِ جبلٍ على ظّلي أو جبليْن؟              (3) لا تنسجْ دربًا بعيدةً عن نهرِ الفرات أو بَردى كي تصلَ هذا المساءَ...
  ـ 1 ـ تتساقطُ الأوراقُ ورقةً... ورقة، لتعْـلو فوق الظُّنون أغصانُ الغابة.    ـ 2 ـ كي تعانقَ تلكَ الشجرةُ ظلَّها دونَ شمسٍ أو قَمَر، تمدُّ جذعَها قليلًا على ضفاف البحـيْرَة وتخْتَـلي بسَرير الماء.   ـ 3 ـ لأوَّلِ مرَّة، لم يهتِف النسيمُ بالسَّفر....
  عندما ترحل الشمسُ وينوبُ عنها القمر لينيرَ هذه الدروبَ القديمةَ الخالية، أستيقظُ لأجدَ نفسي وحيدًا في هذا الليل، في أوّلِ الطريق الذي ينتهي ببيتِ جدّتي، وأبدأ رحلتي إلى هناك، حيث نامت طفولتي وحيدة. أشجارٌ تتمايلُ عن يميني، جداولُ تترقرق عن شمالي،...
  حول غابةِ الأرز  سورٌ من الملائكة يشيخون بلطف، كزمنٍ يتناسلُ من وجهِ امرأةٍ أحبّت كثيرًا؛ يتناسل من لوعةِ الأزلِ في احتضارها؛ من اشتعال أصابعها برائحة الشجر وهي تكتب.           *** في غابة الأرز ساحرةٌ طيّبة، تحمي الشجرَ من حطبِ العشّاق، من...
  كان يضحكُ من خوفه عندما زارهُ الشيْبُ تَلَمّسَ بعضَ التجاعيد وانزوى خلف رُكنٍ كان يعرفُه مِن ليالي الصبا. تثاقلَ الخَطوُ ولم يَنتبِهْ حين مرَّ القطارُ توقّفَ عن صمتِهِ وأَطلق صيحتهُ وارتمى ضاحكًا عندَ آخر الخطّ ظلَّ يرْقبُ ظِلًّا يُطاردهُ. كان...
  أتأكَدُ أنّ جَمالَكِ باقٍ   يا بيروتُ، وبُكاءكِ باقٍ، وأنّ الذُّنوبَ تَهذي وتنام فيكِ كالأطفال، تَرِثُ حلاوةَ احمراركِ.       ** براكينُكِ، حينَ أستَرِقُ السَّمْعَ إليها، أَدْلَهِمُّ أَشيخُ أجدُ أملًا مطمورًا فِيَّ أَكتُبُ مِنهُ تائيَّة أنتهي...
    ـ 1 ـ   قد تَجثو يدُ الدمعِ، قد تغفو قليلًا قَبل الشروق. هادِر الفرحِ، واثق الخطْوِ، يغمِزُ للمدى: ما كان ذنبي.     ـ 2 ـ بَسمتُها... كانت أوَّلَ العمرِ. نيَّةٌ لا شريكَ لها، سادت بعضَ الظنِّ.. ثمّ بادت. مُقفلًا دونَ انفراج، يصرُخ البابُ...
  الكنائسُ مسكونةٌ بأشباحٍ تردِّد الوصايا، وفي الرأس خطواتُ المرأةِ الشهيّة موسيقى للعبث والمجون. للنساء ممالكُ لا تدوم، على خصورهنّ معابدُ لأصنامٍ من الوهم، ومخابئُ لشهوةِ الولادة، لرجالٍ هاربين من الموت إلى البداية، إلى عسل المرارةِ الأولى. عنهنّ...
  أكتبُ بحروفٍ مخارجُها مفتوحةٌ على أفقٍ لامتناهٍ. ومع ذلك فما زلتُ شاعرًا مغمورًا لا يَسألُ عنهُ سوى جُباةِ الضرائب  وجامعي النّذورِ والصّدقات .           *** كَثُرَ الشّعراءُ وقلّ الشعر، فاغرورقتْ عينُ الجمال. اتّسعَت المنافي وضاقت الأوطان، فكبرنا...
  صمتٌ يَنضجُ وآخرُ يَسقطُ وأنا بينهما أخشى أن أدوسَ ما تناثرَ مِن كلمات. أُلملِم ما تَوهَّج منها كي أُشعِل جحيمي وأُؤجِّلَ موتي.   الصمتُ واحدٌ تُفرّقُه الأصداءُ الموجُ واحدٌ تُبعثرهُ الرّياحُ.   صمتُكَ كَعبتي خُلوتي قِبْلتي: في ظِلّها أَبتهِلُ، في...
  أنا لستُ هُنا الآن؛ أنا هُناك: في فسحةٍ رحبةٍ للرّقصِ والنّقر بخفّةٍ على الأرواح. هُناك أنقرُ بطرفِ إصبعي على شِغافِ قلبك؛ يرتدُّ الصّدى أسرعَ من الأصل..أعلى وأكثرَ دِفئًا، ويرتدُّ الدّمُ إلى رأسي نقرةً نقرة.           *** أنا لستُ هنا الآن؛ أنا...
  رهينًا يكون الحبرُ فيكِ صدًى للكمنجاتِ الضريرة يرتفعُ جسرًا هلالًا بين الكائناتِ، بين النهاياتِ الغريقة. جسرٌ من الدروب يَفِدُ إلى درجاتِ الأرض، درجاتِ الرملِ، جسرٌ...! إنّي أخطّط لاندلاعِ الحبِّ المسحور مع حوريّتي العائدة: تحملُ في حقائبِ صدرِها...
  أُفكِّر أُخطِّط أرتِّبُ   أفكاري.. خطواتي.. نبضاتِ قلبي، مقتنياتي الصّغيرة في الفيترينا، أحذيتي الباليةَ والجديدة، ملابسي في الخزانة الضيّقة، شراشفي في سلّة الغسيل، فناجينَ الشاي والقهوة وكؤوسَ المشروبات الرّوحيّة، أصابعي في كلِّ يد، رِئتَيَّ في...
  ـ 1 ـ لا يَخْطرُ الموتُ ببالِ القَصيدة. البابُ، بلا فاتِحٍ للشهيّة، يَنتظِرُ للورْدِ وَجباتٍ لا تُحرِقُ كلَّ القَلب.   ـ 2 ـ تسْتوي على أَرْففِ الذّاكِرة ملابسُ جديدةٌ للوجعِ القَديم. المِقَصُّ العنيدُ أَخطَأَ، ثانيةً، المقَاساتِ. وسمُّ الخَيّاط...