1- العشق ياسمينٌ شاميّ
يخرج العشقُ إلى الهواء
يرسم جسرًا لعبورِ الشمسِ إلى الحلم
بليلٍ مختلف.
النجومُ أقداحٌ أثيريّة
والأناملُ التي تغشاها
تلبس هالةً من نور.
حدودُ الشفاهِ القُبَل،
والأنسامُ نهرُ جدلٍ بيزنطيٍّ عليل
يسيل هباءً منثورًا
ويسقي ــــ عند حافة الشوق ــــ
ياسمينًا شاميًّا
مدلًّى من حدائقِ الكون.
2- تسترق الزمنَ... مداعبةً
الزمنُ،
عند المقعد الفارغ في فناء العمر الخلفيّ،
كالفيلسوفِ الجاثمِ على منكبيْه
بانتظارِ مرورِ النهر.
يبدّلُ الناسُ ثيابَهم للعبور؛
يستبدلون بالخديعةِ الحلمَ
ولا شيءَ يستوقفُ العابرين بين الظلال
سوى حفيفِ الأوراقِ
التي تذوي عن لعبةِ الظلمةِ والنور
إلى مداعبةٍ على وجهِ الماء.
3- كأسُ ما بعد العشق
يقول صاحبُ كتاب الرمل:
"إنّ الفجر هو خوفُنا من القيامِ بأشياءَ مختلفةٍ."
يقول ذلك ويذوي.
أقرأ ذلك فأبكي.
لكنّ وجهَكِ مدادُ الحياة،
وقلمي سيفٌ يحزُّ أوردتي
فيعتقُني البقاء.
4- أمنية
كانت لتحصلَ ذاتَ أمسيةٍ أو أكثر
حيث يغشى النورُ الأسودُ أطرافَ انتظاري.
وئيدًا يهطلُ قلبي،
يمحو خطواتي ويطوف فجأةً
جارفًا حواجزَ انتظاري؛
يمشي بين نبضات الوقتِ
المتجمّدِ في عروقي.
تشتعل النارُ من إحدى مجرّات سكوني؛
تعصف بي كأنّها دورانُ الأرض حول القلب،
وتقف عاجزةً عن البوح
إلّا لرمادِ الصباح القادم.
5- الزمن غافلٌ عن العشق
نظراتُها مبتلّةٌ بالبريق،
والقبلاتُ على شفتيها نقاطٌ وفواصل.
يداها جسرانِ،
وضفائرُها ألحانٌ طويلةٌ
متموّجة كغيومِ المعنى في قلبِ شاعر.
جسمُها أحاسيسُ نائمةٌ
في غفلةٍ من الزمن؛
وعلى غفلةٍ تصحو.
بيروت